المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإيدز.. لم يعد وباء في العالم العربي


فوفو
07-04-2010, 05:44 PM
http://www.alarabonline.org/data/2010/07/07-04/401p.jpg
أصبح بالامكان السيطرة على مرض الايدز في أغلب الدول العربية




دبي - سامية عايش - يبدو أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لن تكون معرضة لانتشار كبير لمرض الإيدز لدرجة تصل إلى الوباء، كما ذكر تقرير صادر عن برنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الإيدز، والذي عقد مؤخرا في إمارة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة.

ويشير التقرير إلى أنه خلال السنوات الخمسة والعشرين الماضية، أي منذ بداية اكتشاف فيروس نقص المناعة المكتسبة "HIV"، بقيت نسبة الإصابة بالمرض منخفضة إذا ما قورنت بمجموع السكان، وهو ما يرفع آمال القائمين على البرنامج الأممي في وقف انتشاره حاليا.

من جانبها، أكدت الدكتورة هند الخطيب عثمان، مديرة فريق الدعم الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الإيدز في إقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن نتائج التقرير كانت إيجابية للمنطقة فالبيانات أظهرت أن المنطقة لن تتعرض لانتشار وباء الإيدز، لكنها وضحت في الوقت ذاته أنه يجب العمل الهادف، لأن هناك من هم مصابون بالمرض وهذه الفئات عادة ما تكون منسية."

وبحسب التقرير، تنحصر الأسباب الرئيسية للإصابة بالمرض في المنطقة في تعاطي المخدرات عن طريق الحقن، والعاملين بالجنس، والرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال، وقد بلغ مجموع المصابين بالإيدز في نهاية عام 2008 نحو 412 ألف شخص، وهو ما يزيد عن عدد الحالات في عام 2001، والتي وصلت إلى 270 ألف مصاب.

من جانب آخر، يظهر التقرير أن هناك عددا كبيرا من الدول العربية التي كان من الصعب الحصول على المعلومات المتعلقة بالمرض فيها، مثل البحرين، والعراق، والأردن، والكويت، وليبيا، وعُمان، وقطر، والسعودية، وسوريا، والإمارات، والضفة الغربية، وقطاع غزة، واليمن.

وبحسب عثمان، يعود السبب في ذلك إلى أن الإقليم لا يزال خاليا من نظام المراقبة والتقييم، كما أن هذا الموضوع يعتبر من المحرمات، فالقليل من الناس يتقدم ليفصح عن حالته، فالإحصاءات سيئة جدا، وهو أمر يجب العمل عليه لتطويره."

روابط ذات علاقة
لقاح للجدري قد يحمي من الفيروس المبسب للأيدز
وتبقى قضية الإصابة بمرض الإيدز حساسة للبعض، سواء كانوا من المصابين أو المعرضين للإصابة، ولعل التحدي يكمن في إمكانية كسر الحاجز بين الطرفين، بحيث يصبح التعامل بينهما طبيعيا.

فالتقرير، الذي حمل عنوان "حوار السياسات حول الإتاحة الشاملة لخدمات الوقاية والعلاج والرعاية والدعم المتعلقة بفيروس نقص المناعة البشري في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا"، يؤكد أنه رغم التقدم المحرز الذي تمثل في حصر انتشار المرض، ومنع وصوله إلى درجة الوباء، يظل إسهام المجتمع المدني محدودا في جهود الوقاية من فيروس نقص المناعة المكتسبة.

ويرى التقرير أن للمجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية دورا محوريا في إيصال الخدمات العلاجية والوقائية إلى كافة القطاعات البشرية الرئيسية في هذه القضية، وذلك حسبما .

وحول الخطوة التالية بعد إصدار هذا التقرير، يقول تيم مارتيناي، مدير برنامج الفاعلية والدعم في برنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الإيدز: "من منظورنا كبرنامج عالمي، يجب التأكيد على ثلاث أو أربع نقاط رئيسية. أولا الاستمرار في دعم السياسات والقيادات الخاصة ببرامج التوعية في المنطقة، والاستمرار في الحصول على معلومات وأمثلة لحالات تظهر كيفية انتشار المرض، ثالثا التركيز على شرائح رئيسية في السكان ممن تعاني من هذا المرض لإحداث التغيير، وأخيرا، محاولة التركيز على طرق جديدة لوقف انتشار المرض والعلاج."

وكأي قضية أخرى، تسعى الأمم المتحدة دوما إلى إشراك شخصيات معروفة في المجتمع، لتكون ممثلة لها، وتحمل رسالتها بين جموع الناس، ومن هنا يأتي دور عدد من الفنانين المصريين كسفراء للنوايا الحسنة في الأمم المتحدة، وهم خالد أبو النجا، وعمرو واكد، والفنانة منة شلبي.

وحول دور الفنان بشكل عام في مثل هذه القضايا، يقول واكد: ""مهمتنا كسفراء للأمم المتحدة للنوايا الحسنة هي هي محاولة التوصل إلى الطرق الآمنة لمواجهة هذا المرض والطريقة الصحيحة في تحليله، اليوم المعلومات التي لدينا قليلة جدا، كما أن الناس لديهم دراية غير كافية بالمرض."

ويرى الفنان خالد أبو النجا أن أفضل الطرق لمواجهة الإيدز هو حصار المرض وليس المريض، ويضيف: "حصار المريض يؤدي إلى انتشار المرض، أم حصار المرض ورعاية المريض وطمأنته هي الطريقة الوحيدة لكسر هذا الحاجز وكسر دائرة الخوف لمنع انتشار المرض."

جزء من أهداف المؤتمر كان التأكيد على أن مرض الإيدز لا يحمل بين ثناياه مستقبلا مظلما على الدوام، بل جاء هذا التقرير ليؤكد على حقيقة أن تكاتف المجتمع، والتعامل المباشر والواضح مع هذا المرض هو حقيقة لا بد من التعايش معها، ليضمن المريض والسليم على السواء حق كل منهما في العيش الكريم.