المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أرخص عقاقير الإيدز لا تضمن العلاج


فوفو
08-24-2010, 12:47 PM
http://www.alarabonline.org/data/2010/08/08-23/405p.jpg
اكثر العقاقير استخداما غير ناجعة




جوهانسبورغ - أفادت دراسة أجريت في جنوب إفريقيا أن عقار النيفيرابين، وهو أحد العقاقير الأرخص ثمناً والأكثر استخداماً لعلاج فيروس نقص المناعة البشري في إفريقيا، قد ارتبط بزيادة مخاطر فشل العلاج.

وقد قامت هذه الدراسة، التي تم نشرها في عدد 15 أغسطس من مجلة الإيدز، بمعاينة المرضى البالغين الذين يخضعون للعلاج بالعقاقير المضادة للفيروسات القهقرية في عيادات القطاع العام في ولاية كيب الغربية بجنوب إفريقيا بين عامي 2001 و2006. وتوصلت الدراسة إلى أن استخدام جرعة وحيدة من عقار النيفيرابين للوقاية من انتقال الفيروس من الأم إلى الطفل يزيد من احتمال فشل العلاج لدى المريضة بتسعة أضعاف.

ويضاعف تناول النيفيرابين كجزء من نظام علاج الخط الأول من خطر فشل العلاج بالنسبة للمريض واضطراره للانتقال إلى علاج الخط الثاني الأكثر تكلفة.

وعادة ما يوصف هذا العقار للنساء المتعايشات مع فيروس نقص المناعة البشري في سن الإنجاب بسبب ارتباط دواء إيفافيرانز البديل بظهور عيوب خلقية لدى الجنين.

كما توصلت الدراسة إلى أن انخفاض عد خلايا CD4 إلى 150 أو أقل عند بدء العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية وحدوث انقطاع في العلاج يرتبطان أيضاً بضعف نتائج العلاج.

وقد أدرك الخبراء منذ وقت طويل أن المرضى الذين ينقطعون عن العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية أو يفوتون جرعات منه هم أكثر عرضة لتطوير مقاومة للأدوية والتوقف عن الاستجابة للعلاج. كما توصل عدد من الدراسات إلى أن المرضى الذين يبدؤون العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية في وقت متأخر بعد أن يكون عد خلايا CD4 قد انخفض يحظون بفرص أقل للاستفادة من العلاج.

وفي هذا السياق، أفاد الدكتور فرانسوا فينتر، رئيس جمعية أطباء فيروس نقص المناعة البشري بجنوب إفريقيا، أن "هذه الدراسة تعزز مرة أخرى حاجتنا لتحديد المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشري المؤهلين للعلاج بالعقاقير المضادة للفيروسات القهقرية في وقت أبكر ومحاولة الحد من انقطاع العلاج".

وقد قامت جنوب إفريقيا مؤخراً برفع العتبة التي يتوجب معها على الحوامل المتعايشات مع فيروس نقص المناعة البشري والمصابات أيضاً بداء السل بدء العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية، غير أن غالبية المريضات ينتظرن إلى أن ينخفض عد خلايا CD4 لديهن إلى أقل من 200.

كما وصف فينتر البيانات حول دور النيفيرابين في فشل العلاج بأنها "مقلقة"، وأشار إلى أن البدائل إما "سامة أو باهظة الثمن أو خطيرة بالنسبة للنساء الحوامل". وأضاف أنه في حال أكدت المزيد من البحوث نتائج الدراسة، فإن ذلك "يضعنا في موقف صعب".

وتقدم الدراسة دعماً قوياً الجديدة التي رفعت عتبة عد خلايا CD4 لتوفير العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية للنساء الحوامل ونصحت بتقديم نوعين من العقاقير المضادة للفيروسات القهقرية بعد الولادة للحد من خطر مقاومة النيفيرابين.

ووفقاً لمراجعة حديثة للخطة الاستراتيجية للوقاية من فيروس نقص المناعة البشري/الإيدز في البلاد، يعني نقص التمويل أن بعض المناطق لم تنفذ بالكامل المبادئ التوجيهية المعدلة التي تم اقتراحها عام 2008 والتي عوضت الجرعة الوحيدة من النيفيرابين بعلاج مزدوج بالعقاقير المضادة للفيروسات القهقرية لدى النساء الحوامل غير المؤهلات لبدء العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية.

وفي الوقت الذي لا تزال فيه جنوب إفريقيا تعمل على توسيع برنامجها الوطني للعلاج بالعقاقير المضادة للفيروسات القهقرية، والذي يعتبر الأكبر في العالم، يشكل إبقاء عدد المرضى الذين يعانون من فشل العلاج في أدنى حد ممكن أمراً حيوياً لنجاح البرنامج وبقائه في المتناول.

ولكن المؤلف الرئيسي للدراسة، إسحاق داتاي، من جامعة أكسفورد وجامعة كيب تاون، أعرب عن قلقه حيال احتمال زيادة النسبة المئوية للمرضى الذين يعانون من فشل العلاج في ظل نمو برنامج إفريقيا للعلاج بمضادات الفيروسات القهقرية.

وفي هذا السياق، قال لخدمة بلاس نيوز التابعة لشبكة الأنباء الإنسانية "إيرين" "لقد بدأت العيادات بأنظمة امتثال قوية جداً. ومن المحتمل أن تزيد نسبة حالات الانقطاع مع زيادة أعباء هذه العيادات".

وأشار إلى أنه بالإمكان التصدي لذلك من خلال تغطية أفضل للعلاج بمضادات الفيروسات القهقرية، التي من شأنها أن تخفض عدد المرضى الذين يتخلفون عن العلاج بسبب صعوبة الوصول إلى المرافق الصحية البعيدة.