المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التنشئة النفسية السليمة للفتيات تحميهن من ظلم الأزواج مستقبلاً


asnanaka
08-23-2006, 09:24 PM
إسهامات الوالدين المبكرة تقلل حدوث المشاكل الزوجية لبناتهن

الشابات الصغار اللائي كن يعانين من الاكتئاب في مراحل مبكرة من العمر وخاصة أثناء فترة المراهقة، هن عرضة بشكل أكبر لأن يمسين ضحايا للعنف الأسري وسوء التعامل من قبل أزواجهن في المستقبل،




هذا ما تقترحه دراسة من كاليفورنيا أخيرا. وفي دراسة تمت في الولايات المتحدة ونشرت في عدد مارس من مجلة أرشيفات طب الأطفال والمراهقين الاميركية، وشملت أكثر من 1600 فتاة في المرحلة الثانوية من الدراسة، تبين بنتيجتها للدكتورة جاكلين ليهرير وزملائها الباحثين أن من لديها منهن أعراض الاكتئاب كمراهقات فإنهن في مراحل تالية من العمر عرضة بنسبة الضعف إلى التعرض لدرجات متوسطة من العنف في التعامل من قبل شريك الحياة. وعرف الباحثون من جامعة كاليفورنيا بسان فرانسيسكو الدرجة المتوسطة من العنف بأنها مثل الضرب أو تلقي الصفعات أو الرفس أو الإصابة بكدمات بفعل شريك الحياة، ولا فرق في هذا أن يكون شريك الحياة هو الزوج أو الصديق كما تجري عليه العادة في المجتمعات الغربية، على حد وصف الباحثين.

وتقول الدراسة ان من لديهن أعراض الاكتئاب بشكل واضح هن عرضة أكثر بنسبة 86% من غيرهن ممن لا يعانين من الاكتئاب من شريك الحياة في خلال الخمس سنوات المقبلة من العمر. وتظل هذه العلاقة قوية حتى بعد إلغاء تأثير العرق الذي تنحدر منه الفتاة أو درجة تعليم الأب والأم أو تعرض الفتاة حينما كانت طفلة لأي نوع من سوء التعامل من قبل من يتولى رعايتها وتنشئتها.

زيجات الكآبة وتعلق الدكتورة جاكلين أن هناك عدة أسباب لعدم إقدام الشابة التي عانت من الاكتئاب أثناء المراهقة على قطع علاقتها بشريك الحياة بعد بدئه في تعريضها للعنف في التعامل، أو اتجاهها بالأصل نحو نوعية الرجال ممن يصنفون من ذوي الخطورة العالية في ممارسة العنف المنزلي. وتضيف أن إحدى النظريات تقول إن المراهقات أو الشابات المكتئبات غالباً ما ينجذبن في الزواج أو العلاقة العاطفية نحو من لديه أعراض نفسية مشابهة لحالتهن. ومن بين الرجال فمن المعروف أن المكتئبين هم أكثر من يمارس العنف المنزلي. كما أن من الملاحظ حسب ما تقول الدكتورة جاكلين هو أن من عانت من الاكتئاب أقل جرأة في ترك العلاقة بإنسان يؤذيها لأنهن ربما أكثر اعتماداً عاطفياً أو مادياً على شريك الحياة مقارنة بأي امرأة أخرى. من ناحية أخرى ستنشر في عدد أبريل المقبل من المجلة الأميركية للصحة العامة نتائج دراسة مشتركة بين الباحثين من جامعة جون هوبكنز في الولايات المتحدة وجامعة سان كارلوس في الفلبين حول علاقة العنف بين الأزواج وظهور حالات الاكتئاب بين الأبناء من الذكور والإناث، شملت أكثر من 2000 شخص من الذكور والإناث ممن تتراوح أعمارهم ما بين 17 و 19 سنة. وتؤكد نتائج الدراسة أن حضور أو مشاهدة عنف بين الآباء والأمهات يعرضهم بشكل أكبر إلى المعاناة من الاكتئاب، وتبين أن 50% منهم ذكروا حضور، أو العلم، بمشاجرات الوالدين، وأن الأمر أثر على نفسيتهم وظهور أعراض الاكتئاب لديهم لدرجة أن واحدا من كل عشرة ذكور واثنتين من بين كل عشر إناث تمنين الموت بسبب ذلك! هذا مع العلم بأن الانتحار هو السبب الرئيسي الثالث لوفيات المراهقين عالمياً كما تقول نشرات منظمة الصحة العالمية.

وقالت الدكتورة ميشيل هندن من جامعة جون هوبكنز في معرض التعليق على الدراسة التي تولت إجراءها إن الصحة النفسية والعنف المدني أمران مرتبطان اليوم ويمثلان نقطة اهتمام متزايد من قبل المهتمين بالصحة العامة. والوسائل التي تحد من تفشي العنف المنزلي بلا شك تترك أثراً ايجابياً في تقليل أعراض الاكتئاب لدى صغار السن لدى كلا الجنسين.

ولذا فإن اهتمام الوالدين بتنشئة أبنائهن وخاصة الفتيات، والحد من تعرضهن إلى ما يثير إصابتهن بالاكتئاب أياً كانت أسبابه أو درجات المعاناة منه هو أمر سيسهم بشكل فاعل في تخفيف حدة ونوع المشاكل النفسية والأسرية التي ربما قد تعاني منها المرأة في مراحل مبكرة من الحياة الزوجية.

كما أن النقطة الأهم التي تؤكدها الدراسات الطبية النفسية وتدل عليها هي أن حماية نفسية الفتيات تجعلهن أكثر ميلاً إلى التعقل في السلوك الحياتي الأخلاقي خاصة في مرحلة الانفلات العاطفي أثناء المراهقة ومقتبل الشباب، وتجعلهن بالتالي أكثر تحكماً في تصرفاتهن، وأقدر على التمييز بين من هو سوي ومن هو منحرف من الرجال، ومن السلوكيات معهم، والنتيجة ستكون قدرة الفتاة على القيام بانتقاء الأفضل والأعقل والأقل ممارسة للأذى النفسي والجسدي على الزوجة في مراحل تالية من الحياة.