المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأيدز لم يعد "قاتلا" لكن الوضع لا يزال حرجا


فوفو
11-29-2010, 11:21 AM
http://www.alarabonline.org/data/2010/11/11-28/403p.jpg
وباء الأيدز يتراجع!



تونس – العرب- يمينة حمدي- احتضن مركز الصحافة الدولية للوكالة التونسية للاتصال الخارجي بالعاصمة التونسية يوم الجمعة 26 نوفمبر/ تشرين الثاني 2010 ندوة صحفية عقدها كل من الدكثور محمد بلحوسين رئيس فريق عمل الأمم المتحدة الشترك لمكافحة الايدز والمنسق المقيم لمنظمة الأمم المتحدة بتونس والدكتورة مريم بن مامو، المكلفة ببرنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الايدز،بمناسبة اصدار تقرير برنامج الأمم المتحدة حول "وباء الايدز في عام 2010".

وقد أكد المشاركون في اللقاء أن التقرير يحمل أخبارا سارّة وذلك لأول مرّة منذ تاريخ ظهور المرض في الثمانينات إذ تمكّن العالم من تحقيق الهدف السادس من أهداف ألفية الأمم المتحدة حيث تم تطويق المرض والحدّ من انتشاره اذ سجلت حوالي 2.6 مليون إصابة جديدة بالإيدز، مقارنة بما يقارب 3.1 ملايين حالة في عام 1999 أي أقل بنسبة 20%. كما أشار التقرير إلى وفاة نحو 1.8 مليون شخص نتيجة الأمراض المرتبطة بالإيدز في عام 2009، مقارنة بـ حوالي 2.1 مليون وفاة في عام 2004.

وتبين في نهاية عام 2009 أن قرابة 33.3 مليون شخص يعيشون مع المرض، مقارنة بـ 32.8 مليون في عام2008، وعزا التقرير السبب إلى زيادة حصول المصابين بالإيدز على العلاج المضاد للفيروس الارتجاعي. وظهر تراجع في معدلات الإصابة بالإيدز بين صغار السن في 15 دولة تعد الأكثر تأثراً بالمرض، بنحو 25 %، بسبب تنفيذ برامج توعية للصغار تتعلق بالممارسات الجنسية الأكثر أماناًً.

وذكر التقرير أيضا أن الفترة من عام 2001 إلى عام 2009 شهدت استقرارا أو انخفاضا في معدل الإصابات الجديدة بهذا الفيروس بأكثر من 25 % على الأقل في 56 دولة حول العالم، من بينها 34 دولة في أفريقيا جنوب الصحراء.

ويعتبر برنامج الامم المتحدة لمكافحة الايدز ان توفير العلاج لعدد اكبر من المرضى يشكل ايضا مصدر تقدم. ففي 2009 حصل 5,2 ملايين شخص في البلدان ذات الدخل المتدني او المتوسط على العلاج بالادوية المضادة للفيروس مقابل 700 الف في 2004.

وتبشر نتائج التجارب على مرهم مبيد للجراثيم اجراها مركز كابريسا في جنوب افريقيا ونشرت في فيينا في تموز/يوليو بمناسبة المؤتمر العالمي الثامن عشر حول الايدز بوضع وسيلة جديدة لاحتواء الوباء.

ومختلف هذه المكاسب التي تم التوصل إليها تدعونا إلى التنويه بالجهود المبذولة من قبل الدول في هذا المجال خاصّة فيما يتعلّق بالسياسة الوقائية الناجعة وتوفّر العلاج المطلوب لكن مع ذلك يبقى الوضع حرجا فمختلف هذه المكاسب تتهددها ثلاثة عوامل هامّة وهي اللامساواة وعدم احترام حقوق الإنسان وتراجع العائدات المالية المخصصة لمكافحة وباء الايدز.

وفي سياق ذلك أكد المدير التنفيذي لبرنامج الامم المتحدة لمكافحة الايدز ميشال سيديبيه في مؤتمر صحافي "ان الاصابات استقرت او انخفضت بشكل ملحوظ في 56 بلدا" بفضل جهود "الوقاية والعلاج".

ورحب بتصريحات البابا بنديكتوس السادس عشر الذي اجاز استخدام الواقي "في بعض الحالات"، معتبرا ان هذا الاعلان "مهم وايجابي" بالنسبة لبلدان مثل البرازيل بشكل خاص.

لكن سيديبيه نبه الى "اننا لم نصل بعد الى حد اعلان الانتصار. في 2009 تباطأ نمو الاستثمارات في برامج مكافحة الايدز للمرة الاولى".

ولفت المسؤول الاممي الى انه ينتظر حصول تقدم آخر في مكافحة الايدز. وقال في هذا الصدد "في اطار ثورة الوقاية يرتسم في الافق تقدم حاسم بفضل تجارب على مرهم جديد مبيد للجراثيم يبعث على الامل بالنسبة لجيل كامل من النساء".

واشار برنامج الامم المتحدة الى انه مقابل توفير 15,9 مليار دولار لمكافحة الايدز في 2009 فانه تنقص 10 مليارات دولار من اصل نحو 26 مليار دولار ضرورية لتغطية الاحتياجات في العام 2010.

وقال مدير الوكالة الاممية "انني خائف لانه في حال توقف التمويل سيصبح خمسة ملايين شخص يتلقون العلاج معرضين للموت".

وفي الوقت الذي قلصت فيه الدول الاوروبية مساعدتها المالية، دعا سيديبيه الدول الناشئة مثل الصين والهند والبرازيل الى زيادة دعمها. كما حث الدول الافريقية على عدم الاعتماد فقط على المساعدة الدولية في تطوير مواردها الذاتية والسير على خطى جنوب افريقيا.

وبالنسبة للانتشار الجغرافي، تبقى افريقيا جنوب الصحراء الكبرى الاكثر اصابة بأكثر من ثلثي "67%" اجمالي الاشخاص الذين يحملون فيروس "اتش آي في" وحوالي ثلاثة ارباع "72%" الوفيات المرتبطة بالايدز في عام 2009، فيما يبقى الوباء "مستقرا" في آسيا لا سيما بفضل جهود الوقاية ضد انتقاله من الام الى الطفل.

ومن المنتظر أن يصدر صندوق منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الايدز تقريرا حول "الطفل والايدز" بهدف رصد مدى انتشار الاصابة بفيروس فقدان المناعة المكتسبة لدى الاطفال في العالم وسيقترح سلسلة من الخطوات العملية لمنع تفشي عدوى الام لوليدها وتيسير نفاذ الأطفال والمراهقين الى خدمات الوقاية والعلاج والإحاطة.

وجدير بالذكر أن تونس قطعت خطوات هامة في مكافحة مرض فقدان المناعة المكتسبة إذ عملت منذ ظهور الوباء في أواخر سنة 1985 على توفيرأسباب الوقاية والإحاطة الشاملة بالمرض من خلال خطة متكاملة تتمثل في برنامج وطني تشارك فيه جميع الهياكل السياسية والمجتمع المدني. ويؤكد برنامج الرئيس التونسي زين العابدين بن علي " معا لرفع التحديات" على اهمية ضمان الصحة كحق اساسي ومقوم فاعل من مقومات جودة الحياة لكل مواطن وتطوير آليات اليقظة الصحية وارساء القدرات الكفيلة لمواجهة مخاطر الامراض الجديدة والاوبئة المستجدة .

فبعد أن كان مرض الايدزموضوعا خفي المعالم يثير الاستنفار والاستنكار بل ويصنف ضمن لائحة المحرمات "ممنوع الحدث عنه أو فيه" والمصابون به "مجرمون في قفص الاتهام" يلقون كل أشكال الاقصاء والنبذ والتهميش أصبح اليوم بفضل الجهود التونسية المبذولة من خلال مختلف الهياكل ووسائل الاعلام والمجتمع المدني بمختلف شرائحه على دراية بكل التفاصيل المتعلقة بهذا الوباء وسبل الوقاية منه اعتمادا على أنظمة صحية قوية تتصدى للمرض وتقف ضد كل أشكال التمييز والإقصاء التي يتعرض لها المتعايش مع فيروس الايدز.