عرض مشاركة واحدة
قديم 08-27-2010
  #1
asnanaka
Administrator
تاريخ التسجيل: Aug 2005
المشاركات: 7,735
إرسال رسالة عبر MSN إلى asnanaka إرسال رسالة عبر Skype إلى asnanaka
افتراضي أين يذهب بعض السوريين بـ" الحبل السري" بعد ولادة أطفالهم ... ؟

أين يذهب بعض السوريين بـ" الحبل السري" بعد ولادة أطفالهم ... ؟

يخشى بعض أهالي حلب من أن تأكل القطة الحبل السري لأطفالهم وإذا تحقق ذلك فاعتقادهم بأن هذا المولود سيموت حتماً كما تقول الحكايات الشعبية... وبالتالي يسعون لدفنه في مكان ما كمسجد أو كنيسة لكي لا تصل إلى مكانه قطة أو كلب و تلتهمه، حتى أصبحت مثلاً شعبياً ( فلان أكلت حبل سره القطة ) أي مهدد بالخطر .!!


وفور الولادة يقص الطبيب الحبل السري على بعد 2 سنتمر من سرة الطفل، وبعد أسبوع من ولادة الجنين تجف هذه القطعة من الحبل السري ، فهناك أناس يعتقدون بوضعها بمكان مقدس كالجامع أو الكنيسة على أمل أن يكون طفلهم رجلاً صالحاً بالمستقبل، لكن علم الاجتماع يرى بهذه الظاهرة شعوذة بينما يذهب الطب الحديث بأن دم الحبل السري يمكن الاستفادة من خلاياه الجذعية في المستقبل وهو ثورة حقيقية في علم الطب .

حكايا " الحبل السري "
علميا الحبل السري هو" القناة التي تسري فيها الغذاء من المشيمة إلى الجنين داخل الرحم ، ووظيفته نقل الغذاء والفضلات التي تتكون في جسم الجنين إلى دورة الأم الدموية ".
إلا انه وعبر التاريخ حمل دلالات مختلفة تتعلق بمصير المولود وفقاً للباحث و المؤرخ الشعبي سمير طحان:"هذا الشيء يمكن أن نراه في رقى وتعاويذ موجودة على الرقم في أوغاريت ونينوى وحتى في الصين و الهند ، وهناك اعتقاد وآراء على أن الحبل السري يمكن أن يلخص حياة المولود فهناك كثيرون يقرؤونه ويمكن لبعضهم من قراءة كلمات من خلال الحبل السري تدل على مستقبل الطفل، و بما أنها تلخص حياة الطفل فكان لها ميثولوجيا خاصة فيها فلا يجوز أن يقع الحبل السري في أيدي عدو لأنه من الممكن أن يعمل له عملاً ما كالسحر والذي يتسبب في التأثير سلباً على مستقبل الطفل كالعمى أو العجز أو نقص النمو" .
ويتابع : " بما أن الحبل السري كان يلخص حياة المولود وفيه جزء من حياة الإنسان كان يقدموه كنذر للمعابد قديماً ، فهناك جنية اسمها " لاما " في الحضارات السومرية و الفينيقية و الآكادية وبالإنكليزية اسمها " لامي " وبالعربية " لمياء " وما يميز هذه الجنية هو اللون الأزرق لشفتيها وكانت هذه الجنية تخطف الأطفال وتؤذيهم وتحسباً لذلك ولكي ترضى هذه الجنية عن المولود كان الأهل يضعون الحبل السري لأطفالهم في هيكل تابع لهذه الجنية بأحد المعابد ، وقد استمرت هذه العادة و دخلت في منطقتنا عند الأديان التوحيدية فصار المسلمون يدفنون الحبل السري في الجامع والمسيحيون في الكنيسة و اليهود في الكنيس".

المكان يحدد مستقبل المولود
وهناك أعمال سحرية ممكن أن يقوموا بها عن طريق الحبل السري كتجفيف الحبل السري وتخبئته في مكان ما مثل كيس المال أو – الخرجية - يمكن لبعضهم أن تجلب السعادة للمولود ولعائلته وباعتقاد آخرين أنه من الممكن أن يزيد المال ، وهذه الخرافة ليست موجودة فقط هنا و إنما منتشرة في الهند والصين وأمريكا اللاتينية وأوروبا بالذات حسب ما قاله الباحث الطحان .
أم محمد ( 60 عام ) أرسلت الحبل السري لطفلها مع ابنها الكبير ليضع حبل سر أخيه الصغير في الجامع أملاً منها بأن يصبح طفلها مستقبلاً رجلاً صالحاً و صاحب دين .
والاعتقاد نفسه دفع أم وسيم ( 55 عاماً ) لتضع حبل سر أحد أطفالها عند مزار ضريح أحد الشيوخ الصالحين لينشأ طفلها نشأةً صالحة في حياته .
أما المعلمة فادية (42 عاماً ) فقد أرسلت حبل سر طفلها مع بنت الجيران التي تدرس في الجامعة لتضع الحبل السري في كيس صغير و ترميه بكلية الطب البشري لتكون هذه الخطوة بارقة أمل بأن يصبح طفلها طبياً في المستقبل ".

مجرد شعوذات
بدروه يرى الدكتور أحمد أبو راس أستاذ علم الاجتماع بجامعة حلب بأن هذه الظاهرة :"هي موروث إجماعي وتقليدي وغير مبني على أسس علمية وهي عبارة عن شعوذات وموروثات تقليدية قبلية قديمة لا تتناسب مع التطور العلمي الحاصل في المجتمع ، وبالتالي هذه الظاهرة ليست إلا من قبيل الأعراف والتقاليد والأمثال الشعبية كالاعتقاد حين يحك شخص ما يده عندها ينتابه شعور بأنه سيقبض نقوداً ، وهذه الظواهر تندرج ضمن المثيولوجيا والتي لم تكن مبنية على أسس علمية و إنما مبنية على تخمينات وحكايات شعبية ، ويلجأ إليها الإنسان كتقليد اعتاد عليه الآباء والأجداد لا أكثر ".

من الحكايا و الخرافات إلى العلم
وبحسب الباحث طحان :"عادت قصص الحبل السري الخرافية للتنتعش عندما بدأ علماء بأمريكا و أوروبا بدراسات على الخلايا الجذعية وكيف بالإمكان استعمال الخلايا الجذعية الموجودة بالحبل السري في الطب وهي كانت أحلام في المستقبل ، فكان لديهم إحساس بأن هذه الخلايا الحية التي تنزل من رحم الأم لها قوى خاصة يجب الاستفادة منها وليس عندهم القدرة العلمية للاستفادة منها ولذا في القديم حاكوا حولها الخرافات ، وما كان خيال علمياً فيما يتعلق بالحبل السري أصبح الآن واقعاً علمياً .
ويروي الطحان قصة حدثت في حلب منذ 50 عاماً عن "شخص تورمت عينه ولم يعد يرى فيها ، وقد أشرف على حالته الدكتور( ليون أسمر ) حينها قرر إرسال هذا الشخص ليتعالج عند أستاذه الذي يعمل طبيباً في جامعة فرنسية ، وشاع في حلب وقتها بأن الدكتور الفرنسي قد أخذ قطعة من الحبل السري لطفل وزرعها في عين هذا الشخص الحلبي ليتم شفاؤه وليعود إليه بصره لاحقاً ، فمنذ ذلك الوقت كان هناك توجه علمي لدراسة أهمية الحبل السري" .

ثورة جديدة في عالم الطب
الشيء الجديد في الطب الآن على مستوى العالم هو دم الحبل السري و دم المشيمة وفقاً لما قاله الدكتور أحمد الشيخ مدير مشفى الأطفال التخصصي بحلب موضحاً :" إنه يتم استخلاص دم الحبل السري والاحتفاظ به في بنوك دم الحبل السري وذلك ضمن درجة حرارة معينة لاستخدامه فيما بعد، لأن دم الحبل السري غني بالخلايا الجذعية والتي من الممكن تخصيصها لتصنيع الدم و أن تساهم في توليد كريات الدم الحمراء وتقوية جهاز المناعة ، وهذا يفتح آفاقاً جديدةً في علاج أمراض الدم و سرطان الدم ، و هو بالتالي فتح جديد أو حتى ثورة حقيقية في عالم الطب باستخدام هذه الخلايا " .
وتابع :"الخلايا الجذعية هي خلايا غير متخصصة وغير مكتملة الإنقسام ومن الممكن ضمن ظروف مناسبة لها أن تنقسم و تولد الخلايا الأصلية، وهذا ما يعملون عليه الآن في العالم من خلال الاحتفاظ بدم الحبل السري ببنوك مخصصة لهذه الغاية حيث يأخذون الدم من الحبل السري والمشيمة تماماً مثل تبرع الدم ، وليتم الإستفادة من دم الحبل السري في المستقبل".

بنك للحبل السري
بادر بعض السوريين لوضع الحبل السري لأطفالهم في بنوك خاصة لفترة زمنية تصل عشرات السنين مقابل مبالغ معينة، هذا ما يرويه أب سوري (رفض ذكر اسمه ) أراد أن يضع الحبل السري لطفله بعد ولادته في كندا قائلاً : "هناك بنوك موجودة في أميركا وأوروبا مخصصة لوضع الحبل السري حيث يجمد ويحفظ للاستفادة منه في المستقبل إذا لزم الأمر، حيث توجد فيه مواد مطابقة للـ DNA ، فإذا لا سمح الله لزم أي أعصاب أو تغيير نخاع شوكي أو لم يعمل النخاع الشوكي عند أي ولد يتم حينها التبرع من عند أقرباء الدرجة الأولى، أو يمكن الاستفادة من الحبل السري لنفس الشخص حيث يكون قد احتفظ به سابقاً ببنك مخصص للاحتفاظ بالحبل السري "
ويضيف : وهناك نوعان من هذه البنوك عام وخاص ويتم إيداع هذا الحبل في البنوك إلى عشرين سنة مقابل مبلغ يتراوح بين 100 و500 دولار .
وعن تجربته الشخصية بهذا الخصوص يقول :" أعلمت بنك وشركة في كندا خاصة للاحتفاظ بالحبل السري لوضع الحبل السري لطفلي قبل أيام من ولادته ولكني للأسف نسيت أن أخبر المشفى لجهلي بأن الحبل السري يجب أن يوضع بالبراد بعد ساعة أو ساعتين عقب الولادة مباشرة ".

نصب واحتيال بدلاً من الاهتمام
وبالمقارنة مع واقع الحال لدينا يقول المغترب السوري العائد من كندا :" للأسف هنا لا أحد يهتم بالاحتفاظ بالحبل السري لطفله فأغلب المشافي الخاصة والعامة ترميه مثل أي قمامة كانت، والأنكى من ذلك وجود بعض النصابين الذين يدعون أنهم يتكفلون بوضع الحبل السري ببنوك في لبنان مقابل مبالغ تقدر بثلاثة أو أربعة ألاف دولار ولكنهم يرمونه أيضاً ، ووعودهم لا أساس لها من الصحة حسب إطلاعي على قصص أناس قد نصب عليهم" .
والسؤال الذي يطرح نفسه على الهيئات العلمية و البحثية الطبية وكل المؤسسات العلمية ألا وهو مدى صحة هذه الجوانب العلمية والاجتماعية ، ولماذا لا تبادر الهيئات العلمية العربية على مستوى البحوث الطبية بدارسة علمية معمقة لمعرفة حقيقة الحبل السري ومدى إمكانية الاستفادة منه في المجالات العلمية الحديثة حتى لا نكون آخر من يعلم.
asnanaka غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس