نصائح وعلاجات واعدة للصلع
أدوية لوقف تساقط الشعر وعمليات متطورة لزرعه
الرأس الأصلع يمكن علاجه بالأدوية، او بزرع الشعر- او بكلاهما. الا ان البحث عن الحل النهائي لتساقط الشعر لا يزال مستمرا.
وللرجال والنساء الذين يعانون من النوع الشائع لسقوط الشعر المسمى الصلع الذكوري (الناجم عن عملية تنشيط ذكورية) androgenetic alopecia، والذين ينتظرون شيئا ما يعيد شعرهم اليهم، يوجد خليط من الانباء المشجعة، والمثيرة للخيبة.
لا يوجد حتى الآن طريق عظيم لإعادة الشعر الى مجده السابق. الا ان العلاج بدواء اجازته وكالة الغذاء والدواء عام 1997، وعلاجا آخر يعتبر اكثر العلاجات الموجودة كفاءة- وهو زرع الشعر- لا يزالان غاليا الثمن، ولا يتوقع ان تتدنى كلفتهما.
ولكن وبنغمة اكثر ايجابية، وللاشخاص القادرين على تغطية النفقات، فان زرع الشعر يؤمن حاليا نتائج مرضية، وذلك بفضل تحسن الطرق الجراحية.
كما تنعش الانباء الواردة عن الاكتشافات الاخيرة في مضمار التقنيات الحيوية، الآمال في امكانات التوصل الى انواع لعلاجات غير تدخلية (أي لا تتدخل في جسم الانسان).
بصيلات متساقطة
في مرحلة المراهقة، يكون لدى الشخص العادي نحو 100 الف من الشعرات التي تغطي فروة رأسه. وكل الاشخاص تقريبا، يتعرضون لشكل ما من تساقط الشعر لدى تقدم اعمارهم.
الا ان هذه المشكلة تصبح ملحوظة اكثر لدى الاشخاص الذين يملكون “مخططات” لسقوط الشعر – وهي حالة جينية يتم توارثها من الوالدين، تسبب التساقط التدريجي للشعر من قمة الرأس.
ويتعرض نحو نصف الرجال الى تساقط ملموس للشعر بوصولهم الى عمر 50 سنة تقريبا، فيما يتعرض الى ذلك 38 في المائة من النساء لدى وصولهن الى عمر 70 سنة.
ومخططات تساقط الشعر هذه تنتج عن الانكماش التدريجي في بصيلات (جريبات) الشعر في قمة الرأس، وبهذا فان فاعليتها تقل في عملية إنماء الشعر.
وفي الحالة الطبيعية فان الشعر ينمو لفترة من سنتين الى ست سنوات ليرتاح لبضعة شهور ثم يسقط نهائيا.
ثم يظهر شعر جديد. وفي فروة الرأس السليمة يكون اكثر من 90 في المائة من البصيلات في طور النمو.
ولكن، ومع انكماش بصيلات الشعر، فان فترة طور النمو تصبح أقصر، فيما تصبح فترة الراحة أطول.
وتتحول النتيجة الى مشكلة مزدوجة: فلن يكون الشعر الجديد أقصر فحسب، بل ان اعداد الشعرات ستقل.
كما ان البصيلات المتقدمة في العمر، والأصغر، تنتج كذلك شعرا خفيفا. والرجال الذين يملكون هذه المخططات (وكذلك عدد صغير جدا من النساء) تحصل لديهم مشكلة ثالثة، اذ تنكمش البصيلات بشكل كبير بحيث انها تتوقف نهائيا عن انتاج الشعر، ولذلك فان رقعة الصلع تحتل موقعها.
وتصبح البصيلات اقل انتاجا نتيجة تغير مستوى الهرمونات. ويقوم إنزيم يسمى 5-alpha-reductase بتحويل التيستوستيرون الى “دايهيدروتيستوستيرون” DHT، الذي يقوم بدوره بتحفيز نمو بصيلات الشعر، ولكن في العادة البصيلات الموجودة على الوجه والاجزاء الاخرى من الجسم وليس على فروة الرأس، اذ يكون تأثير DHT هنا (في فروة الرأس) معاكسا.
والرجال والنساء في عمر الشباب الذين لديهم الصلع الذكوري، ترصد لديهم مستويات عالية من 5-alpha-reductase ، اضافة الى مستويات منخفضة من انزيم آخر يحول التيستوستيرون الى الأستروجين.
ومع هذا فان مخططات تساقط الشعر لدى النساء لا تزال غير مفهومة كثيرا. ويعتقد الباحثون ان عددا من الإنزيمات والهرمونات تعمل سوية لتوليد تأثيرات مماثلة لتأثير DHT.
ويبدو الاستروجين واقيا ضد تساقط الشعر، ولذلك يفترض بعض الابحاث ان نسبة الاستروجين-التيستوستيرون قد تكون عاملا مؤثرا.
ورغم ان حالة الشعر الخفيف قد تظهر في أي وقت بعد سن البلوغ، فان الكثير من النساء يمررن بها في اعمار الخمسينات، ربما نتيجة لتدني الاستروجين.
عامل الشعر برقة
في المراحل الاولى، يمكنك التقليل من تساقط الشعر بالتعامل برقة مع شعرك. والشعر يكون أكثر رقة عندما يكون مبللا، ولذلك فعليك تجفيفه بالمنشفة برقة - ولا ينبغي شده بمشط او فرشاة شعر.
كما ان لفّ شعرك قد يضر ببصيلاته. وان كان حكّ الرأس يساعدك على التفكير فانه صعب على الشعر.
وان كانت لديك فروة رأس تتطلب الحك دوما، فعليك ان تختار منتجا وديا لها مثل شامبو مضاد للحك.
اما تصفيف الشعر مع جدْل الظفائر- كما هو الحال مع أي تصفيف يشد الشعر الى الخلف- فقد يعجل في تساقط الشعر بسبب شدّه.
وبمقدورك العثور على الكثير من العلاجات لتساقط الشعر على شبكة الانترنت.
وبعضها خليط من الشامبوهات والاعشاب “المصممة خصيصا” لذلك، الا انها لا تبدو فعالة. ومن الافضل ان تحافظ على اموالك ولا تشتريها.
ومن الطبيعي ان استخدام قطعة الشعر البديلة hairpiece ( وهي خصلة صغيرة من الشعر تغطي الجزء الأصلع منه) قد يشكل احدى الخيارات، الا انها تتقادم وتبلى خلال سنة او سنتين من الاستعمال المتواصل ، والتمشيط، والتعرض لأشعة الشمس. التساقط المفاجئ
سقوط الشعر
ورغم ان سقوط الشعر يحدث تدريجيا خلال بضع سنوات، فان بعض حالاته تحدث فجأة. واليك شرحا لثلاث منها:
- الصلع الموضعي: Spot baldness (alopecia areata)، مرض من امراض المناعة الذاتية تقوم خلاله الخلايا الملتهبة بمهاجمة بصيلات الشعر، الأمر الذي يتسبب في تساقط الشعر عللى شكل قطع مدورة صغيرة بمساحة قطعة نقود معدنية.
وتحصل لدى اكثر المصابين به عدة مواقع صلعاء صغيرة. الا ان بعضهم يفقدون شعرا اكثر، وفي الحالات النادرة فان المرض يسبب سقوط الشعر كلية، من الرأس ومن الوجه والجسم.
وكما هو الحال مع كل امراض المناعة الذاتية، فان السبب لا يزال محيرا. ويتكرر ظهور المرض لدى بعض الناس.
وفي اغلب الحالات، فان الشعر ينمو مجددا الى شكله القديم في غضون 6 الى 12 شهرا، الا انه لا توجد طريقة لتوقع حدوث ذلك النمو.
ويوجد عدد من العلاجات المساعدة على نمو الشعر في الفترة التي ينتظر فيها المصابون عودة نموه الطبيعي.
وهي تشمل ادوية الدهانات مثل(anthralin, cyclosporine, minoxidil, sulfasalazine) وغيرها، وادوية الاسترويدات القشرية corticosteroids (التي تعطى كحقن او حبوب او دهانات)، والعلاج الضوئي الديناميكي، الذي يوظف فيه الضوء فوق البنفسجي لتنشيط ادوية حساسة للضوء. وليس أي من هذه العلاجات مؤكد النتيجة.
- تساقط الشعر السريع: telogen effluvium ، سقوط سريع للشعر يظهر عندما تدخل، وفي آن واحد، اعداد كبيرة من الشعرات في مرحلة الراحة اثناء طور نمو الشعر.
ويؤدي في العادة الى ظهور الشعر الخفيف، ولا يؤدي الى صلع موضعي. وقد يلاحظ الاشخاص كميات اكبر ممن الشعر المتساقط على وسائدهم، وفي الحمام وعلى المشط او الفرشاة.
واضافة الى ذلك فان “اختبارا للشدّ”- بشد خصلة من الشعر برقة - يسبب سقوط عدد اكبر من الشعرات.
ويحفز هذه الحالة، أي امر يؤدي الى التوتر النفسي او التغيرات الهرمونية، ومنها الولادة، واتباع حمية غذائية صارمة، واجراء عملية جراحية كبرىن والتعرض لعدوى حادة.
ويوجد لهذه الحالة نحو 30 من الادوية تشمل heparin and warfarin (أدوية تخفيف لزوجة الدم)، lithium (لعلاج انفصام الشخصية) وramipril (مثبطات الأنجيوتنسين).
وعندما يتم استبعاد السبب فان الشعر يبدأ في النمو مجددا في اغلب الاحوال، ولذلك فان الأمر هو في تحديد السبب المحفز، وازالته.
وبعد الولادة او الاصابة بعدوى حادة او الجراحة، فان المنطلق الاختباري لتلك الحالة، هو الاعتماد على مرور الزمن، رغم ان نمو الشعر قد يتطلب بضعة شهور.
- سقوط الشعر بعد العلاج الكيميائي: هذا النوع من سقوط الشعر anagen effluvium قريب من سقوط الشعر السريع الآنف الذكر.
الا انه يختلف عنه لأنه ينتج عن اختلال يصيب مرحلة نمو الشعر تسمى anagen. وهو يظهر بعد علاج مرضى السرطان بأدوية قوية تقلل تكاثر خلايا الاورام الخبيثة. ويعتمد نمو الشعر عادة على تكاثر الخلايا.
أدوية علاجية
أجازت وكالة الغذاء والدواء دوائين لعلاج تساقط الشعر، وهما minoxidil (Rogaine، وغيره من الماركات غير التجارية) الذي يباع من دون وصفة طبية، و finasteride ((Propecia الذي يوصف طبيا.
دواء minoxidil يطرح بمحلول 2 في المائة للنساء، وبمحلول 2 او 5 في المائة للرجال. وقد طرحت رغوة Rogaine بمحلول 5 في المائة عام 2006 للرجال، وزعمت الشركة المنتجة لها، انها تجف بسرعة وانها اقل تركيزا في الدهون مقارنة بالمنتجات التي سبقتها.
واظهرت الدراسات ان ما بين ربع ونصف الاشخاص الذين استعملوا minoxidil مرتين في اليوم، لاحظوا تباطؤ تساقط الشعر الديهم ، بل وحتى بعضا من اعادة نموه.
وكانت اكثر الاعراض الجانبية شيوعا هي الحكة وتهيج الجلد، اضافة الى انفاق ما بين 10 و 15 دولارا شهريا.
اما finasteride فانه يطرح بحبة 1 مليغرام لعلاج تساقط الشعر. ويستعمله الرجال بجرعات عالية لعلاج تضخم البروستاتا.
وقد اجيز هذا الدواء الذي يمنع تحويل التيستوستيرون الى DHT للرجال فقط.
وتفترض بعض الدراسات انه قد يكون فعالا للنساء في بعض الحالات، الا ان الاختبارات الاولية كانت سلبية.
دواء finasteride اكثر فاعلية من minoxidil، اذ قال لكثر من ثلثي المتعالجين به انهم لاحظوا اعادة نمو الشعر، الا انه اغلى سعرا ويكلف بين 50 و 75 دولار شهريا. واعراضه الجانبية نادرة الا انها تشمل العجز الجنسي وتدهور الشهوة الجنسية.
وأسوا نقائص استخدام هذين الدواءين هو ضرورة الدوام عليهما والا فان النتيجة تعود الى بدايتها لدى التوقف عن استعمالهما.
وينصح الاطباء استعمالهما لمدة عام للمرضى الذين لديهم مخططات قوية لتساقط الشعر. وان لم تكن النتائج مرضية فان هناك خيار زرع الشعر.
فصم بصيلات الشعر
تشمل عملية زرع الشعر على ازالة البصيلات من مناطق النمو على جانبي الرأس وزرعها في المواقع المصابة بالصلع او التي تكون خفيفة الشعر.
الا ان واحدا من العوائق الرئيسية لاجراء هذه العملية الجراحية، هو كلفتها المالية. وتستغرق هذه العملية، التي يجريها فريق من 9 اشخاص، 5 ساعات، وتكلف ما بين 8 الى 12 الف دولار.
وقد تطورت عمليات زرع الشعر منذ الخمسينات واخذت تضفي شكلا طبيعيا اكثر على الشعر.
وتحول الجراحون من استعمال رقع زرع الرأس الكبيرة الى القطع الصغيرة minigraft (التي تحتوي على 3 الى 6 بصيلات)، ثم الى القطع الاصغر micrograft (1 الى 2 بصيلة).
واحدث التطويرات التي تعرف بعملية زرع الوحدة البصيلية follicular unit transplantation (FUT)، توظف رقعا اصغر فأصغر.
والوحدة البصيلية حزمة صغيرة تضم بين بصيلة واحدة واربع بصيلات، اضافة الى الغدد الدهنية، وعضلة صغيرة جدا، وانسجة اخرى.
وعندما يتم استخلاص الوحدة البصيلية - اما على شكل شريط ضيق او وحدة منفردة - يقوم الجراح بإزالة الانسجة الزائدة قبل ان يزرع وحدات بصيلية منفردة لوحدها.
وتتيح هذه التقنية التوظيب المكثف للشعر المزروع، وتقلل الضرر غير المقصود الذي تتعرض له البصيلات اثناء نقلها.
وقد حسنت FUT من نتائج عمليات الزرع لدى النساء، ولذلك فانهن اصبحن مرشحات اكثر لزراعة الشعر.
ويتساقط نحو 80 في المائة من الشعر المزروع في غضون ثلاثة اسابيع، الا انه وبعد مرور ثلاثة اشهر على ذلك، تبدأ البصيلات بإنتاج الشعر بمعدلات طبيعية، ويأخذ الشعر في النمو منها بعد هذا. ويقود وضع دواء minoxidil الى تسريع عملية النمو هذه.
اما المضاعفات لعملية الزرع فهي قليلة، الا انها قد تشمل نزف الدم والعدوى وحدوث الندب.