الانتحار ظاهرة معروفة وليست بجديدة على ما يبدو ، وحيث اننا نتابع بين الحين والاخر حادثة انتحار هنا او هناك لشخضية شهيرة تتناقلها الانباء او عن اشخاص قاموا بالانتحار بطرق غريبة ، فان المادة المعروضة اليوم في قسم صحف ايام زمان تتعرض لقصص الانتحار ومذاهبه ..؟


الجامعة - العدد الثامن 1955
قصة انتحار !
ذات يوم من أيام سنة 1944 دخلت فتاة جميلة الوجه حلوة التقاطيع إلى احد المطاعم الفرنسية على ضفة السين اليسرى هي تبكي ، وتحمل بين ذراعيها قطة !
واقتربت الفتاة من صاحبة المطعم ، وقدمت لها القطة ، وقالت وهي تنشج :
- ارج وان تعتني بها ... إما أنا فقد كفاني ما لقيت من الحياة ..إنني سأختفي .!
وما لبث بكاؤها أن ازداد شدة حين أضافت :
- لقد هجرني !
وأرادت صاحبة المطعم إن تواسيها ، فهزت كتفيها ، وقالت بنبرة فيلسوف :
- الرجال !!... أنهم يثيرون الاشمئزاز !
على إن الفتاة عادت تقول :
- إما انأ . فاني أتألم جدا واري دان انتهي من الحياة سانتحر!
وتركت الفتاة القطة وهربت ولم يتحرك احد من مكانه سوى أديب من الكتاب اسمه ( م. رومي ) نهض متجها إلى صاحبة المطعم يسألها :
- هل تعرفين هذه الفتاة يا سيدتي ...!
- طبعا اعرفها ... إنها تقطن في الطابق الثالث وهي تبكي لان صديقها هجرها !
- وأنت ؟ ألا تخافين أن تنتحر وتنفذ قولها ؟؟
ومرة أخرى هزت صاحبة المطعم كتفيها دون مبالاة ....

المحاولة العجيبة
ولكن ( رومي ) سارع إلى الطابق الثالث وقرع الباب بشدة و إلحاح حتى فتحت له الفتاة اليائسة ... ولعلها لم تفتح له الا لاعتقادها بان الطارق قد يحمل إليها أنباء من صديقها .
وقد لاحظ الكاتب ، إن الفتاة كانت تلصق الورق حول شقوق النوافذ و الباب استعدادا لفتح مجرى الغاز ، فقال لها :
- أرجو المعذرة ... لقد كنت منذ قليل في المطعم ...
وصاحت مقاطعة :
- دعني وشاني ، الست حرة ... وانأ ما جئت لكي أمنعك من الانتحار وإنما جئت اطلب شيئا .... أنا صحفي . وأحب أن تسمحي لي بتصوير استعدادك للانتحار .....
سأصورك وأنت تلصقين الورق ، ثم وأنت تفتحين حنفية الغاز ..ثم وأنت تتمدين على السري ... إلى آخر فصول الرواية .... وبهذه الوسيلة احصل على ريبورتاج سيكون له دوي مهول غدا ، حين يعرف الناس نبأ موتك .
وقفت الفتاة برهة تفكر ثم هزت رأسها وهي تقول :
- لا...لا ... إذا ظهرت هذه الصورة في الصحف فإنها ستكون سببا في زيادة الأم أمي ...
- على أية حال ، اعتقد إن أمك لن تكون مسرورة جدا حين تعلم انك انتحرت ... ولذلك فان الصورة لن تقدم أو تؤخر ... فكري في عظمة وأهمية الصور التي سألتقطها ....
وهنا بدأ تفكير الفتاة يتجه اتجاها جديدا .. وكلما مضت في استعراض مراحل استعدادات الانتحار ، كلما ازداد تحول تفكيرها حتى بدت الحقيقة فجأة أمام عينيها . بقسوتها وبشناعتها كاملتين ...
وانتهز ( رومي ) هذه الفرصة فقال :
- اسمعي .. ما رأيك في إن ننزل معا إلى المطعم وهناك نواصل نقاشنا بهدوء !!
وبعد ساعة من الزمن كانت الفتاة قد استعادت ابتسامتها ومرحها .. وفي منصف الليل كانت تغني مع الطلاب الين جاءوا يتناولون الطعام ... وبعد ستة أشهر تزوجت من حلاق الحي .

******
هذه الحادثة حملت ( رومي ) على وضع كتاب يصور فيه النواحي السخيفة في بعض حوادث الانتحار لقد عمد إلى محفوظات دائرة الأمن ، فنقب عن ملفاتها ... وعمد إلى الصحف فاقتطع منها حوادث الانتحار الغريبة ... ثم عكف على وضع كتاب عجيب بعنوان : ( فن الانتحار ) جاء تحفة من تحف السخرية السوداء ، ووثيقة مدهشة عن عصرنا المضحك المبكي !!!

لماذا ينتحر الناس
وقد تبين بنتيجة الدراسة الدقيقة إن الناس ينتحرون لأسباب خطيرة كالآم الحب ، أو الحداد ، أو المرض الميئوس منه ، وإنما ينتحر ون لأسباب سخيفة بعيدة كل البعد عن تفكير الإنسان الطبيعي
ومن ذلك ما نشرته جريدة ( هذا المساء ) في 26 تشرين الثاني سنة 1948 :

انتحر من اجل المرحومة بقرته !!!!!!!!
عثر صباح الأمس على الخط الحديدي بين ليموج وانسل على جثة رجل فصل القطار رأسه عن جسده .. وفقد تبين إن أسباب الانتحار ترجع إلى أن ليوناردو البالغ من العمر 39 سنة ، قد يئس من الحياة بعد وفاة بقرته !
ونشرت الجريدة نفسها في 29 تشرين الثاني سنة 1949 النبأ التالي :

انتحر بالثياب الرسمية لانهم رفضوا منحه وسام الاستحقاق الزراعي !!!!
عثر على المدعو اوغوست ب . البالغ من العمر 59 سنة ، مشوقا في بيته وقد ظهر من التحقيق انه انتحر ، وانه أقدم على ذلك بعد ارتدى ثيابه الرسمية ، وعلق على صدره كل الأوسمة ، بما فيها وشاح الصليب الأحمر . أما أسباب الانتحار فترجع إلى عدم حصول المنتحر على وسام الاستحقاق الزراعي ..!!!
****************
وهناك أشخاص يقدمون على تصرفات مفاجئة تحت تأثير حوادث معينة . من ذلك ما نشرته جريدة ( فرنسة المساء ) في عددها الصادر في 26 كانون الثاني سنة 1951

شرطي ينتحر ليشفي آلام أسنانه !!
أطلق احد مفتشي الشرطة ، على نفسه رصاص مسدسه فاخترق الرصاص رأسه وقتله على الفور ، وقد انتحر المفتش بسبب ما قاساه من آلام أسنانه !!

حوادث غريبة
وترجع أسباب الانتحار أحيانا إلى شدة حساسية المرء ، وعدم تحمله إي حادث . فقد حدث مرة إن صاح رجل بمحدثيه :
مادام ليس هناك احد يشاطرني رأيي .. فأنني اعرف بعد الآن ما يجب علي ان اعمله . وفي اليوم الثاني عثر على هذا الرجل منحرا !!
إما بعض الأشخاص فأنهم يعتبرون الانتحار نوعا من أنواع الاحتفالات .
من ذلك هذا العنوان الذي نشرته جريدة ( فرنسة المساء ) بتاريخ 10 تشرين الثاني 1947

أميرة روسية تنتحر احتفالا بالذكرى الثلاثين لعيد الثورة !!
إما الأشخاص الذين ينتحر ون لتسوية بعض مشاكل الآخرين ، فهم من الفئة التي تسمى : فئة أصحاب القلوب الطيبة الساذجة .
لماذا يزعجون أنفسهم مرة أخرى ؟؟؟
فقد حدث مرة إن استدعى المزارع بييرس البالغ من العمر 73 سنة زوجته وقال لها :
- بعد بضع لحظات سأموت وجن جنون الزوجة ...
فسألته لماذا يموت فأجاب ببساطة
- لقد بلعت قليلا من الـ (توبيسين ) اما السبب فقد يدهشك لقد جاء أولادنا لرؤيتنا بمناسبة عيد الفصح ولا أريد أن يزعجوا أنفسهم بالمجيء مرة أخرى بعد فترة وجيزة لحضور تشييع جنازتي ...
- - وبعد بضع ساعات مات المزارع طيب القلب .
رصاصة من الذهب !!
وهناك أيضا وسائل أنيقة للانتحار إن كل وسيلة من هذه الوسائل تكشف عن عقدة متمركزة في رأس المنتحر ..
من ذلك إن المستر هاردي بونس الثري الذي جمع أمواله من المضاربة في البورصة انتحر بإطلاق رصاصة من الذهب الخالص على رأسه ....

وقد ترك المنتحر رسالة يقول فيها انه انتحر بسبب ( أحزان خاصة !) وانه نظرا لما يملك من ثروة كبيرة فقد حرص على ألا يموت كما يموت موظفوه لذلك أمر بصنع رصاصة ذهبية خاصة في أشهر محلات المجوهرت !!
متفجرات في الفم !!!
ومن المنحرين فئة سمجة تزعج نفسها او تزعج غيرها . فقد حدث مرة في إحدى الحفلات المسرحية في قرطاجة إن تناول احد المتفرجين قطعة مشتعلة من المتفجرات ( الديناميت ) فانفجرت في فمه وتناثر رأسه في كل إرجاء الصالة كما أدى الانفجار إلى إصابة فتاة كانت جالسة بجانبه بجراح بالغة !!!
بلع غليونه !!!!
ومن حوادث الانتحار المشهورة إن شخصا كان جالسا على احد مقاعد شارع ( باريس) في فرنسة يدخن غليونه بهدوء حين عمد فجأة إلى إدخال الغليون في فمه وابتلاعه . وقد أكد بعض الشهود إن الرجل لجأ إلى هذه الوسيلة عمدا !!!!
انتحار !!!!!
تناول المجرم ( بويدخان وينكل ) كمية كبيرة من الحبوب المنومة فمات متسمما بها وكان قد حكم عليه بالموت بالكرسي الكهربائي وهكذا تمكن ورثته من قبض مبلغ عشرة ألاف دولار قيمة التامين على حياته التي كانت ستضيع لو اعدم وينكل
وذكر المجرم المنتحر انه تناول السم وهو ينظر إلى صورة الممثلة ( مارلين مونرو ).