تمارين رياضية .. لعلاج آلام الساقين الناجمة عن تضيق الشرايين
آلام الساق أو الرجل الناجمة عن المشي أو أي مجهود آخر، التي يسميها الأطباء «العرَجْ المتقطع» intermittent claudication، تحدث نتيجة الأسباب نفسها التي تقود إلى حدوث أمراض القلب والسكتة الدماغية، أي تراكم الترسبات المليئة بالكولسترول على جدران الشرايين.
وكما هي الحال في أمراض القلب فإن «العرج المتقطع» يمكن أن يعالج إما بإجراء عملية جراحية لفتح مجاز وعائي مواز للشريان المسدود bypass surgery، أو إزالة التضيق في الشريان angioplasty، أو بتوليفة من التمارين الرياضية والعلاج بالأدوية.
وكما هي الحال أيضا مع أمراض القلب، فإن بحثا جديدا يفترض أن ممارسة تمارين رياضية بطيئة، ولكن متواصلة، جيدة، على أقل تقدير، بمثل جودة عملية جراحية سريعة لإزالة تضيق الشريان.
رياضة علاجية وقد قارنت اختبارات هولندية بين تأثير عملية جراحة إزالة تضيق الشريان مع تأثير العلاج بالرياضة لمجموعة من 150 رجلا وامرأة كانوا يعانون من حالات خفيفة ومتوسطة وشديدة من العرج المتقطع.
وكما كان متوقعا، فقد أدت جراحة إزالة تضيق الشريان عملها بسرعة وقللت من آلام الرجل لدى المتطوعين بنسبة 88 في المائة.
ولكن، وبعد مرور عام واحد، أفاد 65 في المائة من الذين خضعوا للجراحة ومن الآخرين الذين مارسوا التمارين الرياضية بأنهم عانوا من آلام أقل في الرجل.
واحتاج 10 من المتطوعين الذين خضعوا إلى الجراحة إلى إجراء جراحة أخرى لفتح مجاز وعائي مواز، فيما خضع 11 من الذين مارسوا التمارين فقط لعملية لإزالة تضيق الشريان.
وكان التحسن متماثلا في ما يتعلق بجودة حياة المتطوعين في المجموعتين (مجلة «راديولوجي»، فبراير (شباط) 2009).
فوائد لكل الجسم وعندما يجري الحديث عن الشريان المتضيق بسبب الترسبات، فإن التمارين إضافة إلى العلاج بالأدوية، وجراحة إزالة التضيق، تشبه سباق السلحفاة والأرنب.
وتظهر هذه الدراسة، ومثلها دراسات أمراض القلب، أن التمارين الرياضية إضافة إلى العلاج الدوائي المكثف، جيدة تماما مثل جودة عملية جراحة إزالة تضيق الشريان السريعة المفعول، في تخفيف أعراض العرج المتقطع أو الذبحة الصدرية (مثل آلام الصدر الناجمة عن بذل مجهود أو التوتر)، وربما تكون أفضل على المدى الطويل.
وهذا معقول، عندما تفكر في المرض بدلا من التفكير في الأعراض. فالترسبات التي تؤدي إلى تضيق الشرايين وتقود إلى حدوث آلام في الرجل، ليست في العادة سوى رأس قمة جبل الجليد، إذ إن مثل تلك الترسبات توجد في الرجلين وفي الشرايين التاجية، وفي كل موقع من الجسم.
ومكافحة كل هذه الترسبات تتطلب هجوما منسقا يكون مصاحبا بممارسة التمارين، وتناول الغذاء الصحي، والتحكم في ضغط الدم وسكر الدم، والكولسترول، والتوتر، وأدوية لحماية الشرايين مثل الأسبرين، الستاتين ومثبطات الانزيم المحول للانجيوتنسين ACE inhibitors وغيرها.
والتمارين مهمة، خاصة لأنها تدرب العضلات على استخدام الأكسجين بكفاءة أكبر.
كما أنها تحفز على نمو أوعية دموية جديدة، التي يطلق عليها اسم «الأوعية الدموية الجانبية» collateral vessels التي توفر «مجازا طبيعيا» في ما حول الشريان المسدود أو المتضيق. وهذه الاستراتيجيات مهمة بمثل أهمية جراحة إزالة تضيق الشريان، كما أنها مهمة لذاتها فقط.
وصفة تمارين رياضية
يختلف برنامج التمارين الرياضية المخصص للعرج المتقطع نوعا ما عن برامج التمارين الأخرى. وأحد عناصره يشمل المشي لفترة وبقوة كافيتين لإحداث ألم في الرجل. وعندما يظهر الألم فإن عليك التخفيف من التمارين أو التوقف حتى يقل، ثم الشروع في المشي مجددا. وفي البداية، فإن من الأفضل أن تشارك في برنامج تحت الإشراف.
ومثل هذا البرنامج يشمل العناصر التالية:
- الإحماء. امشِ متهاديا لخمس دقائق، أو ما قارب ذلك، لتهيئة عضلاتك للتمارين.
- لا ألم من دون غنيمة. امشِ بوتيرة تسبب لك ألما في الرجل خلال ثلاث إلى خمس دقائق. خفف المشي أو خذ قسطا من الراحة (إما وقوفا أو جلوسا) حتى يذهب الألم، ثم اشرع في المشي مرة أخرى. وفي الحلقات الأولى للتمارين، كرر دورة: المشي ـ الراحة ـ المشي، لمدة 30 دقيقة. ثم قم بإضافة 5 دقائق تدريجيا لكل حلقة من التمارين الجديدة لتصل إلى 50 دقيقة.
- هدئ الحركة. بعد نهاية كل حلقة من التمارين. ساعد عضلاتك على العودة إلى طبيعتها بالمشي بوتيرة خفيفة لنحو 5 دقائق.
- حدد أهدافك. إن الهدف الذي أدى مفعوله كان ساعة واحدة من التمارين الرياضية ـ 5 دقائق للإحماء، ثم 50 دقيقة من المشي ـ الراحة ـ المشي، ثم 5 دقائق تهدئة ـ ثلاث مرات في الأسبوع على الأقل، أما الأفضل فهو إجراء التمارين خمس مرات في الأسبوع.