الدليل الكامل لتشخيص وعلاج مرض الطاعون
الطاعون مرض بكتيري معدٍ حاد، حيواني المنشأ، مصدره القوارض البرية مثل الفئران وبراغيثها التي تنقل العدوى إلى حيوانات مختلفة وكذلك إلى الإنسان، وتسببه بكتيريا عصية الطاعون (Yersinia Pestis)، التي تتميز بفترة حضانة تمتد من يوم واحد إلى سبعة أيام، وتقل فترة الحضانة في حالة الطاعون الرئوي من يومين إلى أربعة أيام. وتبقى البراغيث معدية لعدة شهور تحت الظروف البيئية الملائمة.
أعراض الطاعون وأنواعه
يبدأ المرض بأعراض عامة مثل ظهور حمى، وقشعريرة، وإعياء، وآلام في العضلات، وغثيان، وآلام في الحلق، وصداع، واضطراب ذهني، وهذيان، وغيبوبة.
كما تظهر أعراض إكلينيكية مميزة لكل نوع بالإضافة إلى الأعراض العامة.
وللطاعون ثلاثة أنواع، هي:
1ـ الطاعون الدملي (bubonic plague): وهو أكثر الأنواع حدوثا، حيث يصاب المريض بالتهابات حادة وتورم مؤلم في الغدد الليمفاوية القريبة من مكان لدغ البرغوث، خصوصا الغدد الإربية والإبطية والعنقية، وتكون العقدة المصابة ملتهبة ومتورمة ومؤلمة، وقد تتقيح وقد تترقى إلى طاعون التسمم الدموي مع الانتشار بواسطة الدم إلى أجزاء الجسم المختلفة.
ينتقل الطاعون الدملي عن طريق لدغة برغوث الفأر المعدي، أو عن طريق لمس الأنسجة المصابة أو ملامسة صديد من حيوان مصاب، ولا ينتقل مباشرة من شخص لآخر.
2ـ الطاعون الرئوي (Pneumonic Plague): وهو يعتبر من أكثر الأنواع خطورة لسرعة انتشاره بين المخالطين، وقد يحدث في صورة وباء، ويتميز بكحة وبلغم غزير، بالإضافة إلى الأعراض العامة للمرض.
ينتقل الطاعون الرئوي عن طريق الهواء باستنشاق قطيرات من زفير مرضى الطاعون الرئوي. وقد تحدث عدوى عرضية بين العاملين في المختبرات.
ويعتبر الطاعون الرئوي سريع الانتشار، خصوصا في الظروف المناخية والاجتماعية التي تؤدي إلى الازدحام في المنازل غير الصحية.
3ـ طاعون التسمم الدموي (Septicemic Plague): يتميز طاعون التسمم الدموي، بالإضافة إلى الأعراض العامة لمرض الطاعون، بظهور حمى عالية، وهبوط حاد في القلب، ويحدث دائما كمضاعفات للطاعون الدملي أو الطاعون الرئوي.
التشخيص
يتم تشخيص الحالة بواسطة الأعراض التي يشكو منها المريض والعلامات التي تظهر عليه، ثم بعزل الميكروب بزراعة عينة من الدم أو سائل النخاع الشوكي أو البصاق أو محتويات الغدة الليمفاوية المصابة، ثم بفحص اختبار الضد المتألق (FA) أو التقاط المستضد بطريقة (ELISA).
وتعرف الحالة المشتبهة بوجود حمى وآلام عضلية وتورم مؤلم في الغدد الليمفاوية القريبة من مكان لدغ البرغوث.
أما الحالة المؤكدة فهي الحالة المشتبهة، إضافة إلى إيجابية الفحص المجهري المباشر لمادة مرشوفة من دبل (bubo) أو البلغم أو السائل النخاعي، وكذلك بالتقاط المستضد بطريقة «إليزا» أو بإيجابية المزرعة.
الإجراءات الوقائية
تشمل الإجراءات الوقائية تجاه المريض:
ـ التبليغ: فورا لدى السلطات الصحية في المنطقة عند الاشتباه في الحالة عن طريق الهاتف أو الفاكس.
ـ العزل: إجباري في أقسام العزل بمستشفيات المنطقة وحتى شفاء المريض.
ـ العلاج: «استربتومايسين» هو الدواء المفضل، ويمكن استعمال «الجنتامايسين»، و«الكلورامفنيكول».
ـ التطهير: وذلك بعملية التطهير المصاحب التي تشمل تطهير إفرازات المريض بأحد المطهرات المتاحة، والتخلص من الضمادات والغيارات والمناديل الورقية بحرقها، وتطهير أدوات ومفروشات المريض بالغلي أو بالبخار تحت الضغط.
كما تتم عملية التطهير النهائي التي تشمل:
- التخلص من أدوات ومفروشات وملابس المريض الرخيصة الثمن بالحرق.
- وتطهير أدوات ومفروشات المريض الغالية الثمن بالغلي أو بالبخار تحت الضغط.
- وتعقيم غرفة المريض.
أما الإجراءات الوقائية تجاه المخالطين فتشمل:
- حصر جميع المخالطين المباشرين وغير المباشرين في المربع السكني وتسجيلهم.
- وعزل جميع المخالطين المباشرين وغير المباشرين لحالات الطاعون الرئوي إجباريا، ولمدة عشرة أيام، أو حسب ما تقرره السلطات الصحية.
- ومراقبة المخالطين لحالات الطاعون الدملي والتسممي لمدة عشرة أيام لاكتشاف أي حالات مرضية مماثلة، وإعطاء جميع المخالطين المباشرين وغير المباشرين كبسولات «تتراسيكلين» كعلاج وقائي.
- وفحص عينات من دم المخالطين بحثا عن عصيات الطاعون، وفي حالة إيجابية إحدى العينات لأحد المخالطين يتم عزله وعلاجه، ويعامل كحالة وتتخذ له كل الإجراءات الوقائية اللازمة مع تجديد فترة المراقبة لباقي المخالطين.
- وتحصين جميع المخالطين باللقاح الواقي.
إجراءات وقائية عامة من الطاعون:
ـ التوعية الصحية عن المرض وكيفية انتقاله والوقاية منه ومكافحته.
ـ إبلاغ فرع وزارة البلدية لإصحاح البيئة ومكافحة القوارض والبراغيث.
ـ التوسع في عملية التعفير لإبادة البراغيث.
ـ التمنيع بلقاح الطاعون الميت يمنح حماية ضد الطاعون الدملي، وليس ضد الطاعون الرئوي لعدة شهور، ويعطى كجرعتين أو ثلاث بفاصل شهر إلى ثلاثة شهور، وحقن تعزيزي كل 6 أشهر إذا استمرت زيادة التعرض، ويعطى خصوصا للأشخاص الأكثر تعرضا.