مدينة جبلة القديمة ومقومات تجعلها منطقة سياحية مهمة
مدينة جبلة القديمة ومقومات تجعلها منطقة سياحية مهمة
عــودةتقع مدينة جبلة القديمة على الشريط الساحلي الشرقي للبحر الأبيض المتوسط وتبعد عن مدينة اللاذقية 24 كيلومترا وعن العاصمة دمشق 320 كيلومترا ويبلغ عدد سكانها 160 ألف نسمة ومساحتها حوالي 16 هكتارا تشكل حوالي 4 بالمئة من كامل مساحة المدينة التي تمتد على الشريط الساحلي بطول 1 كم يتوسطه مرفأ فينيقي محفور ضمن خليج صخري كان صلة الوصل مع فلسطين ومصر ودول اخرى.
وذكر ابراهيم خيربيك مدير دائرة آثار جبلة أن مدينة جبلة القديمة تمتلك مقومات تؤهلها لأن تكون من المناطق السياحية المهمة حيث أصبح لها تصنيف تاريخي منذ العام 1990 فقد مرت المدينة بعصور وحقب مختلفة تركت بصماتها على نسيجها وابنيتها ولاتزال في مدينة جبلة احياء سكنية قائمة ذات بعد تاريخي ضمن حيز جغرافي واحد تشكل مدينة جبلة القديمة.
ومدينة جبلة القديمة عبارة عن مجموعة احياء سكنية ذات بعد تاريخي ضمن حيز فراغي واحد تعود إلى الفترات العثمانية والمملوكية والفرنسية وتتميز المدينة بالتنوع التاريخي لعناصر نسيج البناء فهي تتميز بموقعها على الشاطئ ووجود المرفأ الفينيقي والكورنيش البحري الممتد على طول المدينة القديمة من جهة وباتجاه الشمال والجنوب من جهة اخرى ونسيج مدينة جبلة العمراني متميز لعدة اسباب ومتعدد الوظائف لان بناءه يعود إلى فترات تاريخية متنوعة وهذه العناصر هي جزء من مركز المدينة الحالي والذي يشمل الشوارع والازقة الضيقة والمتعرجة والمظللة حيث تتخللها بعض القبوات او ما يدعى بالقصبات كشارع الملك فيصل وزقاق المفتي وتتوزع على جانبي الشارع الرئيسي الازقة الضيقة والمتعرجة والتي تتفرع عنها طرق مسدودة تضيق وتتسع تتوزع خلالها الابنية وتتميز منازلها بالاقواس والصالونات الكبيرة وساحة الدار.
ويوجد في المدينة ومحيطها مجموعة من المعالم الاثرية والتلال ذات الاهمية التاريخية اهمها المسرح الاثري الرائع والذي يتميز بفن العمارة الرومانية ويتألف من قسمين متقابلين هما المدرجات ومنصة التمثيل بينما يحيط بالمدينة مجموعة من التلال الاثرية المحيطة ففي جنوب المدينة يتوضع تل سوكاس الذي يبعد 7 كم نقبت فيه بعثة دانماركية بين عامي 1958 و 1963 وتل تويني الذي يبعد 1700 متر عن مركز المدينة وتعمل فيه بعثة اثرية بلجيكية منذ عام 1999 وتل سيانو الذي يبعد 6 كم عن جبلة شرقا حيث يعتقد بعض الاثريين انه كانت تقوم عليه مملكة فينيقية حسب مكتشفات أوغاريت وهناك تل المصيطبة الملاصق لحدود المدينة القديمة جنوبا وتل الداروك وتل برج الروس وتل السخابة وتل ايريس.
ومن المعالم الأثرية المهمة في المدينة جامع السلطان ابراهيم الذي يعود تاريخه للعصر العثماني والذي تم بناؤه على الطراز المملوكي وهو يعمل حاليا بنفس وظيفته حيث تم ترمميه.
أما بالنسبة إلى الاسواق فلا يزال موقع السوق واضحا في مدينة جبلة القديمة ويعد المنطقة الحيوية اجتماعيا واقتصاديا حيث يخدم السكان الاصليين القادمين من المناطق الريفية المجاورة بالخدمات كما أن هناك مجموعة من الاسواق كسوق البيض وسوق الخياطين وسوق الصاغة.
ويوجد في المدينة خانات مثل خان بيت عامر الذي يقع ضمن حي الصليبة ضمن السوق القديم ويعود بناؤه إلى العصر العثماني ويطل على مركز المدينة اضافة إلى مجموعة من الجوامع والحمامات ومنها جامع المنصوري وهو جامع مملوكي يتميز بمئذنته الغربية المتبقية ذات المقطع المربع وحمام المنصوري التصاوير الذي يقع في زقاق البحر وقد بني في العصر المملوكي ويتميز بقبابه المختلفة وأقسامه الثلاثة ولكنه لا يستخدم حاليا كونه بحاجة إلى ترميم وجامع استانبولي الذي لم يبق منه سوى المئذنة ذات المقطع الدائري وقبة العمري وهي من اقدم القباب الاسلامية في جبلة حيث بنيت بعد الفتح الاسلامي لها.
واكتشف في مدينة جبلة القديمة مدافن فينيقية حيث تتوضع الاضرحة والمدافن الفينيقية على طول الشاطئ الصخري ولاتزال السلالم الحجرية المؤدية اليها بحالة جيدة وقد كشف النقاب اثناء تنفيذ مشروع الصرف الصحي في المدينة عن العديد من المدافن الرومانية.
ويوجد في جبلة مبنى السرايا الذي يعود بناؤه للعصر العثماني المتأخر ويتألف من طابقين ويحوي البناء على فناء داخلي وأخذت واجهته الطابع العسكري.
وطرأت على مدينة جبلة القديمة تغيرات منها طبيعية كالكوارث حيث تعرضت لثلاثة زلازل بأعوام 476 ميلادي و992 ميلادي و1170 ميلادي غيرت من معالم جبلة الحالية كما طرأت تغيرات تنظيمية حيث بدأت المخططات التنظيمية في مرحلة الانتداب الفرنسي اخذ فيها اسلوب البناء منحى الاسلوب الفردي للساكن ثم تلت هذه المرحلة دخول الابنية الحديثة على هذا النسيج القديم ذلك ان المخطط التنظيمي لمدينة جبلة سمح بالتراخيص وفق المعايير المسموحة في المنطقة الحديثة.
المصدر: سانا