كيف أختار معجون الأسنان الأنسب لي
تعج الصحف والمجلات وكذلك التلفاز والإنترنت بالدعايات التي تسوق لمعاجين أسنان بأنواع مختلفة، وكلها يدعي قدرته على حماية السن وتنظيفه وحماية اللثة ومنح صاحبها ابتسامة مشرقة، ولكن بعضها يقدم معلومات غير صحيحة أو مبالغات، ولذلك من المهم فهم تركيب معاجين الأسنان وفرشاتها لمعرفة النافع منها والمضر.
ومعجون الأسنان هو مستحضر مكون من عدة مكونات كيميائية تستعمل بالفرشاة لتنظيف أسطح الأسنان بهدف حمايتها من الأمراض مثل التسوس والتهاب اللثة، وللحفاظ على الناحية الجمالية من تنظيف وتلميع، بالإضافة للحصول على نفس خال من الرائحة. أما الفرشاة فهي أداة تستخدم لإيصال المعجون للأسنان واللثة، وتنظيف أسطحها من البكتيريا وبقايا الطعام الطرية. ويعتقد أن المصريين القدماء هم أول من بدأ باستخدام معجون لتنظيف أسنانهم، وذلك قبل اختراع فرشاة الأسنان. ومن المعروف أن الإغريق قد استخدموا معاجين الأسنان، وكذلك في الصين والهند. ومع ذلك فإن معجون الأسنان لم يدخل حيز الاستخدام العام حتى القرن التاسع عشر دعاية قديمة لمعجون أسنان واستخدمت مساحيق الأسنان القديمة في تكوينها مواد ساحلة "مخرشة" مثل العظم المسحوق ورماد البيض المحروق وأصداف القواقع والحلزون. كما تضمنت مسحوق رماد حوافر الثيران. أما الرومان فقد أضافوا مواد لتلطيف رائحة النفس كالفحم ولحاء الشجر. أما الصينيون فاستخدموا مجموعة واسعة من المواد في معاجينهم كنبات الجنكة (الجنسينغ) والأعشاب والنعناع والملح. أهم اختراق وأول معاجين الأسنان الحديثة كانت في القرن التاسع عشر، وكانت من صنع منزلي وتباع بأوعية زجاجية صغيرة، وتألفت من الطبشور والصابون والملح كمكونات شائعة. أما أول من اخترع أنبوب معجون الأسنان فهو طبيب أميركي في العام 1892. وكان أهم اختراق في تاريخ معجون الأسنان هو إضافة الفلورايد إليه، وذلك في العام 1914. وفي الخمسينيات من القرن الماضي أصبح استخدام الفلورايد في معاجين الأسنان وأكثر انتشارا. وأهم المواد الموجودة في معجون الأسنان هي الفلورايد، وهو المادة الأساسية والأكثر أهمية، إذ يعمل على: تقوية الأسنان: إذ يقوم الفلورايد بالاتحاد مع طبقة المينا (الطبقة الخارجية) ويجعلها أكثر صلابة وأقل عرضة للهجوم البكتيري. مقاومة البكتيريا: يعتبر معدن الفلورايد مضادا مقاوما للبكتيريا. ترميم التسوس الأولي (الذي يكون في مراحله الأولى): يستطيع معدن الفلورايد ترميم أو إعادة تأهيل طبقة المينا في مراحل التسوس الأولى، وبذلك يكون قد أصلح السن وأزال التسوس. ولا يمكن للفلورايد ترميم التسوس العميق، وذلك لأنه يصبح من الصعب وصول الفلورايد لمصدر المشكلة، ويتطلب علاج التسوس بالحشوات على يد طبيب الأسنان. ويجب الانتباه والتأكد من وجود مادة الفلورايد في معجون الأسنان قبل شرائه والتأكد من أن تركيزه في معجون الأسنان للكبار لا يقل عن 1350 جزءا بالمليون، في حين يجب ألا تزيد عن 500 جزء بالمليون للأطفال دون سن ست سنوات من العمر. أنواع معاجين الأسنان من حيث الاستعمال: أولا: المعاجين المبيضة جميع المعاجين تحتوي على مواد مخرشة تساعد في التخلص من طبقة البلاك ومن التصبغات الخارجية على أسطح الأسنان، وكذلك حال المعاجين المبيضة لا أكثر ولا أقل، سوى أنها قد تحتوي على تركيز أعلى من المادة المخرشة، ولذا فإن هذه المعاجين لا يمكنها أن تحقق أي درجة من التبييض الفعلي، وإنما تزيل التصبغات الخارجية من على سطح الأسنان. أما التبييض الفعلي فهو تغير للون الأسنان الأصلي والحصول على درجة أكثر بياضا مما هو الحال في الأصل، ويتم ذلك من خلال عمليات أكسدة تتغلغل في مسام السن وتتخلص من التصبغات الداخلية فيها، ويكون ذلك باستخدام مواد مبيضة خاصة من هيدروجين بيروكسايد أو كاربامايد بيروكسايد، وبدون هذه المواد لا يكون هناك تبييض، فالمعاجين المبيضة هي معاجين عادية تماما فقط مع زيادة في كمية المادة المخرشة فيها ولكنها لا تحتوي على أي من المواد المبيضة السابق ذكرها، خاصة أن هذه المواد تؤذي اللثة وتسبب حرقها، لذا من الصعب إدخالها كأحد مكونات معاجين الأسنان المستعملة منزليا، أما عند طبيب الأسنان فالتبييض آمن، لأن الطبيب يقوم بعزل اللثة تماما بمادة خاصة قبل البدء بعملية التبييض. ثانيا: معاجين الأسنان الحساسة هنالك عدة أسباب لحساسية الأسنان، لكن من أهمها تناول الأحماض بشكل كبير او انسحال اللثة عن جذور الأسنان، حيث تنكشف قنوات نقل الألم الواقعة تحت طبقة المينا، وبالتالي يحدث الألم عند تناول الاشياء الباردة، وقد يتطور الموضوع ليصبح الألم عند تعرض الأسنان للهواء، ولذلك تحتوي هذه المعاجين على مواد مضادة للحساسية، أهمها (potassium nitrate) و(strontium chloride)، وهي تعمل على حماية قنوات الأسنان ومنع نقل المؤشرات العصبية الخاصة بالألم عبر الأسنان. ولكن هذه المعاجين لا تعالج مشاكل الأسنان الحساسة الناتجة عن تسوس الأسنان أو كسور في الأسنان أو غيرها. وتجدر الإشارة إلى أن هذه المعاجين قد تأخذ بعض الوقت حتى يشعر المريض بتأثيرها الإيجابي في حل مشكلة الأسنان الحساسة لديه، إذ قد يتطلب ذلك من أربعة إلى ستة أسابيع. ثالثا: معاجين مقاومة الجير يتكون الجير نتيجة تجمع بقايا الطعام والبكتيريا واللعاب على الأسنان وتصلبها، وتتلون بأصباغ الطعام والتدخين ليصبح لونها بنيا أو أسود ولا يمكن إزالتها بعد التصلب إلا عند طبيب الأسنان المختص. ويعد الجير السبب الأساسي لحدوث التهاب اللثة, فهو يهيج اللثة ويفصل بينها وبين جذور الأسنان مكونا فراغات، وهذه الفراغات قد تمتلئ بفتات الطعام والصديد ويسبب هذا احمرارا ونزفا للثة عند عمليه تنظيف الأسنان. وفي حال إهمال جير الأسنان وعدم علاجه يؤدي إلى التهاب اللثة وسحولها. ومعاجين الأسنان المختصة بالجير ليست لديها القدرة على إزالة الترسبات، ولكنها تمنع تكون هذه الطبقة وتصلبها على سطح الأسنان. رابعا: معاجين الأطفال لا يسمح للأطفال باستعمال معجون أسنان الكبار قبل بلوغهم عمر تسع سنوات، وذلك لأن استعماله قبل هذا السن يزيد احتمالية إصابة أسنان الأطفال بالتفلور. وعادة تحتوي معاجين أسنان الأطفال تركيزا من الفلورايد يعادل حوالي 500 جزء في المليون، أما معاجين أسنان الكبار فتحتوي قرابة ثلاثة أضعاف هذا التركيز، وهو 1450 جزءا في المليون. معجون أسنان الأطفال له تركيب خاص ونسبة معينة من الفلورايد والفلورايد هو عنصر ضروري لنمو أسنان الطفل ويساعد على جعلها أكثر قدرة على مقاومة التسوس، ولكن زيادة مأخوذ الطفل منها في فترة تكون الأسنان الدائمة يؤدي إلى إصابتها بتفلور الأسنان، وفيه تظهر بقع بيضاء اللون أو ""طباشيرية" على السن، كما قد يصل إلى تكون بقع بنية مع خشونة أو نقور في السن. تلون الأسنان بالبق الطباشورية الناتج عن بلع الأطفال لمعاجين الأسنان أو بسبب الكمية الزائدة من الفلورايد الموجودة بمياه الشرب ويجب الحرص على مراقبة الطفل أثناء تفريش الأسنان وتعليمه أن يبصق المعجون ولا يبلعه، وذلك أيضا لتقليل مخاطر التفلور. خامسا: معاجين الأسنان العشبية "الطبيعية" يتوجه كثير من الناس في الأوقات الحالية لاستعمال هذا النوع من المعاجين، لكونه خاليا من المواد الصناعية والأصباغ والألوان, لكن تبقى مشكلة هذا النوع من المعاجين أنه لم تجر عليها الأبحاث والدراسات الكافية لمعرفة درجة نفعها وهل يمكن استعمالها بديلا عن المعاجين المتوفرة. كما لا توجد دراسات كافية تثبت أن هذه المعاجين قادرة على مقاومة التسوس ومنع الجير، ولذلك لا يجب ان تستعمل بديلا عن المعاجين الفعالة. اختيار معجون الأسنان: في البداية يجب أن نعرف أن استخدام معجون الأسنان مهم جدا ولا يجب إهماله لأنه ضروري جدا لصحة الفم والأسنان. ولكن في نفس الوقت فإن معجون الأسنان ليس هو العلاج الجذري لمشاكل الأسنان، ولا يعالج التسوس أو التهاب اللثة ولكن يقي منها لحد ما. لذلك إذا كان الشخص يعاني من التسوس أو التهاب اللثة أو حساسية الأسنان المفرطة أو من تلون أسنانه فيجب عليه مراجعة الطبيب المختص واستشارته في نوعية المعجون الذي عليه استخدامه. الخطوط العريضة التي تساعد في اختيار المعجون الأمثل: اختر المعجون الذي تصنعه شركة معروفة في هذا المجال وتعترف به المنظمات العالمية المعنية بالمواد الطبية، مثل إدارة الدواء والغذاء الأميركية (FDA) وجمعية الأسنان الأميركية (ADA). والأفضل أن تغير معجون أسنانك كل فترة، وذلك للاستفادة من مزايا جميع المعاجين المعترف بها، لأن لكل منها له ما يميزه. اسأل طبيب الأسنان عن معجون الأسنان المناسب لأسنانك، ففي بعض الأحيان قد تحتاج إلى معجون خاص باللثة أو معجون خاص بالحساسية المفرطة. اختر معجون الأسنان الذي يحتوي على الفلورايد لقدرته على محاربة التسوس. إذا كنت مدخنا فيمكنك استخدام المعاجين الخاصة بالتدخين والتي تساعد على تبييض الأسنان وإزالة آثار التبغ. ولكن الحذر كل الحذر من استخدام مثل هذه المعاجين لفترات طويلة كونها تسبب تآكل طبقة المينا وبالتالي قد تسبب حساسية مفرطة. إذا كنت تعاني من حساسية الأسنان فتجنب استخدام المعاجين المبيضة للأسنان. اختر معجون الأسنان الذي تشعر بالراحة عند استخدامه ولا يسبب تهيج اللثة. إذا لم تشعر بالراحة عند استخدام معجون الأسنان، أو تعرضت للحساسية عند استخدامه فجرب تغيير نوع المعجون واستشارة طبيبك. يمكن للمرأة الحامل استخدام أي من المعاجين، ولكن اذا شعرت بالغثيان من معجون معين فيجب أن تبحث عن معجون آخر ذي نكهة مختلفة ورغوة أقل. استخدام الأطفال للمعاجين الخاصة بهم مهم جدا، وذلك حسب ما يرغبونه من النكهات والتي قد تحببهم في تنظيف أسنانهم باستمرار ويعد هذا مطلبا مهما لصحتهم. كما أن هذه المعاجين الخاصة بالأطفال تحتوي على تركيز منخفض من مادة الفلورايد لتقليل احتمالية التفلور. |
الساعة الآن 01:45 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمركز أسنانكَ الدولي - turkya