صدق أو لا تصدق .. الهنود يقبلون على شرب الكولا المصنعة من بول الأبقار
في الوقت الذي عارض فيه خبراء الصحة في جميع أنحاء العالم بشدة استخدام مشروبات الكولا، أطلقت جماعة لحماية الأبقار في الهند مشروبا يحتوي على بول البقر كمشروب «صحي» بديل للكولا والبيبسي.
وهذا المشروب، الذي يعرف باسم «غولوكا باي» (ماء البقر)، هو مشروب بارد مركز مضاف إليه بول البقر المقطر (خمسة في المائة من إجمالي الحجم)، ويحقق نجاحا كبيرا في السوق حيث تم عرضه كبديل صحي وطبي للمشروبات الغازية الأخرى المتاحة في الأسواق.
وجاءت فكرة إنتاج هذا النوع من المشروبات الغازية للمرة الأولى عندما اكتشفت هيئة علمية هندية بعد اختبار عينات من الكولا والبيبسي قبل عامين احتواءها على مستويات مقلقة من المبيدات الحشرية.
ويقول بي إل توشنيوال، الأمين العامة لجمعية «كي جي إس» لحماية الأبقار «ظهر ذلك عندما بدأنا العمل وأنتجنا هذا البديل الصحي.
ووافقت الحكومة على التركيبة الخاصة بنا من الناحية العلمية، حيث إننا نخلط مع البول أعشابا مثل التولسي (الباسيل) والبراهمي (براكوبا) والشانخبوشبي (الكونفولوسيا أو اللبلاب) والصبار وعنب الثعلب.
ويستخدم التولسي كدواء عشبي لعلاج الكثير من الأمراض، بما في ذلك الحمى ونزلات البرد والسعال والتهاب الحلق.
ولا يعد البراهمي عشبا مقويا للذاكرة والذكاء فحسب، لكنه أيضا أهم عشب مستخدم في علاج الأعصاب في الطب الهندي التقليدي «أيورفيدا»، فيما يستخدم عشب الشانخبوشبي (الكونفولوسيا أو اللبلاب) في الطب الهندي التقليدي كدواء بارز لتحسين أداء الذاكرة، ومحسن للحالة النفسية ومهدئ».
ومع ذلك فإن هذا المشروب ليس به رائحة البول، بل له مذاق جميل ولذيذ؛ ويرجع هذا المذاق إلى نكهات البرتقال والليمون.
وقال توشنيوال «لقد ثبت أن بول البقر فعال في المساعدة على علاج أمراض الكبد والمعدة والسكري، بل وحتى السرطان. ويحتوي البول على خصائص مطهرة وقاتلة للبكتيريا».
إلا أن جمعية «كي جي إس» لحماية الأبقار تبحث عن بعض الشركات الكبيرة لتبدأ الإنتاج التجاري للكولا.
وكشف توشنيوال «نود تسليم التركيبة الأساسية لهذا المحلول المركز للذين يعتزمون تسويقها، وتجري المباحثات في الوقت الراهن مع بعض المجموعات».
يشار إلى أن الهندوس يقدسون الأبقار، التي يعد ذبحها عملا غير قانوني في معظم أنحاء الهند.
وعادة ما يستخدم روث البقر كوقود ومبيد في القرى، في حين أن بول البقر يستخدم في النظام التقليدي الهندي في الطب، ويعرف باسم «الأيورفيدا»، كعلاج لكثير من الأمراض بدءا من أمراض الكبد وانتهاء بالسمنة، وحتى السرطان.
لكن هناك ملاحظة مهمة، وهي أنه لا يستخدم بول جميع السلالات من الأبقار في هذا الشأن. لا بد أن تكون هذه السلالات من السلالات الهندية الأصيلة.
ويوضح توشنيوال «لن تجد على الإطلاق أي سلالة هندية من الأبقار بالقرب من صناديق القمامة.
وتعرف هذه السلالات متى تتوقف عن تناول الطعام. ويختلف صوتها عن أصوات السلالات الأجنبية.
وعلى أي حال، من المستحيل استخدام روث السلالات الأجنبية، لأن خمسين في المائة منه مواد غير مهضومة خلافا للسلالات الهندية التي تهضم الأعلاف بالكامل».
وفي الحقيقة تستخدم جمعية «كي جي إس» لحماية الأبقار روث الأبقار وبولها بعد تجفيفه لأكثر من أسبوع وخلطه في درجات حرارة عالية، وذلك لقتل أي بكتيريا ضارة لصناعة معجون الأسنان والصابون وأعواد البخور وغيرها من المواد المطهرة. وتجري إزالة أي شوائب من بول البقر عن طريق التقطير.
وصرح توشنيوال إن الكثير من منتجات الكولا مواد ضارة، لدرجة أنها من الممكن أن تستخدم كبديل للمبيدات الحشرية، مؤكدا أن المشروب الغازي الخاص بهم الذي يحتوي على بول البقر ليس منتجا طبيعيا فحسب، بل إنه منخفض التكلفة كذلك.
وقال كيساري غومات، عالم بمركز أحمد آباد للأبحاث، لـ«الشرق الأوسط»، إن هذه التركيبات ليست بالجديدة، حيث إنها وردت في النصوص الهندوسية المقدسة القديمة. ما نفعله هو فقط المعالجة العلمية.
وأضاف غومات «علينا أن نخدم الأبقار طوال الوقت». ويقوم غومات بتغذية الأبقار التي يرعاها على العشب المنقوع في الحليب والأعشاب مع سكر القصب غير المكرر والمياه التي تحتوي على الأملاح الأساسية. ويولي غومات اهتماما كبيرا بهذه الأبقار، لدرجة أنه ينشد لهم بعض الأغاني.
وقال غومات «إن الأمر بسيط. ما يأكلونه هو ما يخرجونه»، إلا أنه بجانب هذا المشروب الغازي المكون من بول البقر، فإن بول البقر في صورته المقطرة متوافر بالأسواق منذ عقود، حيث يستخدمه الكثير من الهنود بكثرة على الرغم من أن الأطباء في الهند منقسمون بشأن استخدام مشروب بول البقر.
ويقول الدكتور راجيش غوبتا، المتخصص في علم الأورام بمستشفى غانغا رام في دلهي «أسمح لمرضاي باستخدام بول البقر حيث إن الكثير منهم يدعي أنه يحسن من القدرة على التحمل».
وقال راجيش «لقد قرأت حول فوائد بول البقر وروثها. يتناول مرضاي بول البقر وأسمح لهم بفعل ذلك. إنه صورة بديلة للطب، وليست له أي آثار سلبية».
ومع ذلك يقول طبيب آخر، يدعى سانجاي «إن الأمر برمته يتعلق بالأمور النفسية، حيث إنه لا يوجد أي دليل في الطب الحديث على أن هذا المنتج مفيد في علاج الأمراض البشرية».
يوجد ما يقرب من 40 منفذ بيع في أنحاء الهند تبيع المنتج الخاص بجمعية «كي جي إس» في الوقت الراهن.
بل ويجري تخزين هذه المنتجات في المكتب المركزي الخاص بحزب «بي جيه بي» السياسي اليميني في دلهي، حيث يدعي الحاضرون أن الكثير من قادة الحزب يشترون هذا المنتج بانتظام.
ويعتزم أحد المصدرين في دلهي في الوقت الحالي بيع المنتجات الخاصة بجمعية «كي جي إس» في الخارج بعد وجود تساؤلات بشأنه في الولايات المتحدة وأوروبا ودول الخليج.