وسائل الفحص الشخصي للدم لمرضى السكري
يعم القلق الأوساط والمؤسسات العلمية الرسمية في العالم بشأن الأعداد المرتفعة لمرضى داء السكري حول العالم، إذ تشير الإحصائيات العالمية لداء السكري لعام 2007 إلى إصابة 246,3 مليون شخص، ومن المتوقع أن يصل العدد إلى 380,4 مليون حالة عام 2025، ويتم اكتشاف حالة كل 5 ثوانٍ، ويموت شخص بمضاعفات السكري كل 10 ثوانٍ، ويتم بتر طرف بسبب الغنغرينا كل 30 ثانية.
وفي أوروبا وصل عدد المصابين بالسكري عام 2007 إلى 53,2 مليون حالة، ويتوقع أن يصل العدد إلى 64,1 مليون حالة عام 2025.
أوضح مايكل هيرسش رئيس المنظمة العالمية الأوروبية لداء السكري، ضمن حديثه في اللقاء العالمي الثالث وورشة العمل لداء السكري، والتي أقيمت في 22 أبريل (نيسان) الماضي لعام 2009 بمدينة بازل في سويسرا، أن حماية الإنسان من داء السكري ومضاعفاته والتحكم فيه هي مسؤولية مشتركة بين الفرد والأسرة والمجتمع والمؤسسات الأهلية والحكومية.
وأضاف أن تعزيز الوعي الصحي لداء السكري وعوامله المطورة وتغطية برنامج الاكتشاف المبكر والرعاية الصحية المتكاملة بمستوياتها وفق الأسس والمعايير المبنية على البراهين، مسؤولية مشتركة ينتج عنها خفض معدلات الإصابة والمضاعفات والإعاقات والوفيات بسبب داء السكري.
«الغلوكوميتر».. مفتاح السيطرة على داء السكري
لقد كان السبق في تصنيع أول جهاز فحص دم محمول في العالم قبل 40 سنة (1969) وكان وزنه 1,2 كلغم، لباحثين من شركة «باير»، ثم توالت التطورات حتى تم تصنيع جهاز من دون كود (كونتور) عام 2003، فحقق سبقا في مجال قياس السكر، واجتهد الباحثون حتى أصبح الجهاز يعطي نتائج دقيقة وسريعة بقطرة دم واحدة.
ومن مواصفات أجهزة «الغلوكوميتر» الحديثة: سهولة الاستعمال، وسرعة إعطاء نتيجة دقيقة، وإمكانية تخزين النتائج، والتوصيل بالكومبيوتر، والتوصيل بمضخة الأنسولين، وإمكانية طباعة النتائج. ومن المهم توفر الأشرطة وإبرة الوخز.
أهمية الفحص الشخصي
وتوضح السيدة آن ماري فليتون نائبة رئيس المنظمة العالمية الأوروبية لداء السكري والتمريض في داء السكري والاستشارية بالمستشفى الملكي، أهمية التثقيف الصحي لمرضى داء السكري والأساليب المتطورة لدى المثقفين الصحيين في المجال، ودورهم في تحفيز المرضى للتحكم الذاتي في المرض بالفحص الشخصي.
وتقول في سياق شرحها حول كيفية الفحص الشخصي، إن استخراج قطرة دم وفحصها يحتاج إلى: أداة لإخراج الدم مثل إبرة أو دبوس معقم، وشريط اختبار، وقطن أو منديل طبي، وأخيرا جهاز قياس غلوكوز الدم.
ويتم ذلك بالخطوات التالية: تنظيف اليدين، مسح المكان بالقطن، ثقب الإصبع بالإبرة، وضع الدم على الشريط، وضع الشريط في مكانه بجهاز الفحص، الانتظار قليلا، قراءة المقدار على الشاشة مدوّنا بالتاريخ والوقت، التخلص من المستهلكات في وعاء آمن.
وعن عدم عمل الفحص الطبي الشخصي من قبل البعض، فهي تعزو الأمر إلى الأسباب التالية:
- الخوف من استخدام الإبرة.
- عدم المعرفة بكيفية استخدام الجهاز.
- عدم الاقتناع بأهمية الفحص.
- عدم وجود شخص آخر يقوم بعملية الفحص.
- عدم المقدرة على اقتناء المستلزمات.
من المملكة العربية السعودية أكد د. منير يحيى مولوي استشاري طب المجتمع والوبائيات الحقلي، على أن مسؤولية المصاب بداء السكري تكمن في تنفيذ الأوامر العلاجية الخاصة بخطة المعالجة.
وحث المرضى على عمل الفحص الشخصي للسكر لمزاياه العديدة، وأوصى بدوره الممرضين الذين يتعاملون مع هذه الشريحة من المرضى بالصبر وتحسين العلاقة بمرضاهم والتواصل المستمر معهم لرفع مستوى التوعية والتثقيف، واعتبر أن الممرضة هي المفتاح الأساسي للمعالجة الناجحة.
مزايا الفحص الشخصي
دراسات عديدة أجريت حول الفحص الشخصي للسكري، ومنها الدراسة التي قام بها البروفسور برونو فيرفس أستاذ ورئيس قسم الباطنية والغدد الصماء والسكري في جامعة ديجن بفرنسا ورئيس فريق البحث العلمي، وقال إن التحكم الشخصي في مستوى غلوكوز الدم يؤدي إلى تحسن المستوى التراكمي، وبذلك يتم الحد من المضاعفات المرضية، وذكر أن الدراسات ألتي تمت بهذا الشأن أوصت به لأنه يؤدي إلى:
- التحكم في المعدل التراكمي ومن ثم الحد من المضاعفات.
- الكشف المبكر عن الانخفاض المفاجئ للسكر.
- الحد من مقدار الكيتون في الدم.
- انتظام مواعيد الفحص وتواترها يحدد للمريض مقدار حقنة الأنسولين التالية، ومعرفة نوع الوجبة التالية وكميتها.
- لذا يجب إجراء الفحص مرتين أو ثلاث مرات في اليوم، وإن الفحص النموذجي هو الذي يعمل 4 أو 5 مرات في اليوم لمن يستخدم الأنسولين (قبل الإفطار وبعده، قبل الغداء وبعده، قبل العشاء وبعده، وقبل القيام بجهد، وقبل النوم، وبعد منتصف الليل).
وإذا كان المريض مصابا بالنوع الثاني من السكري أو لدى المرأة سكر الحمل، فلا حاجة للتكرار.
وفي دراسة أخرى أجريت على مرضى السكري من النوع الثاني، غير المعتمد على الأنسولين، قالت الدكتورة كاولا اسيماكو بولو أستاذة علم النفس وعضو رابطة علم النفس من بريطانيا وأوروبا والمدرّسة بالكلية الملكية بجامعة لندن في بريطانيا، إن النتائج أشارت إلى أن 7% لم يقوموا بعمل الفحص الشخصي خلال شهر، و30% لم يقوموا بعمل الفحص الشخصي أبدا، في حين أن نتائج دراسة مرضى السكري أشارت إلى أن 29% قاموا بعمل الفحص أقل من مرة في اليوم، وأن 39% قاموا بعمل الفحص مرة في اليوم، وأن الفحص الشخصي المستمر يقلل من حالات التوتر والاكتئاب والغضب وتقلب المزاج.