ما اضطرابات تشوه الجسم ..عندما تكذب المرآة؟!
يشعر معظم الناس بعدم السعادة جراء المظهر الذي يبدون عليه، ولكن البعض منهم يقتنع بأن جانبا من مظهره مثير للاشمئزاز على الرغم من ظهوره بشكل طبيعي أمام الآخرين.
ويسمى ذلك النوع من النظرة المشوهة للذات باضطرابات تشوه الجسم، والتي تؤثر بشكل متساوٍ على كل من الرجل والمرأة، وتبدأ عادة في سنوات المراهقة.
ودائما ما يركز المصابون بتلك الاضطرابات على البشرة والشعر أو ملامح الوجه، ولكن يمكن أن يكون أي جزء آخر من الجسم.. ف
على سبيل المثال:
- ظهور الندوب البسيطة على الذقن، وقضاء الفتاة للعديد من الأوقات أمام المرأة في محاولة إخفاء ذلك من خلال وضع الماكياج.
- امتلاك الفتى لشعر خفيف مما يجنبه الظهور أمام الآخرين دون ارتداء القبعة.
وقد أسمى أحد كبار الخبراء في مجال اضطرابات تشوه الجسم ذلك بـ"محنة القبح الوهمي"، حيث إن القبح يمكن أن يكون أمرا وهميا ولكن ما يسببه من ألم حقيقي للغاية.
فقد يتوقف أصاحب تلك الاضطراب عن العمل وينعزلون عن الأصدقاء، أو يرفضون الخروج من المنزل خشية الظهور بذلك الشكل القبيح.
والمحنة قد تكون أشد لدى بعض الأشخاص الأمر الذي يدفعهم إلى التفكير أو محاولة الانتحار، ومن ثم تكون هناك حاجة كبيرة إلى إلتماس العلاج الفوري.
- أعراض اضطرابات تشوه الجسم:
يمكن للمصابين باضطرابات تشوه الجسم أن يقوموا بـ:
- قضاء العديد من الأوقات أمام المرآة أو أي من الأسطح العاكسة الأخرى، أو المضي في طريقهم متجنبين النظر إلى المرآة.
- استخدام المرآة والنظارات الشمسية والشعر المستعار والضمادات والقبعات والأوشحة لإخفاء العيوب المتصورة.
- المقارنة المستمرة للذات والأشخاص الآخرين.
- الحاجة الدائمة إلى إعادة التأكيد على أن عيوبهم قد تم إخفاؤها.
- تجنب المواقف الاجتماعية نتيجة قلقهم بشأن مظهرهم.
- تكرار علاج البشرة أو جراحات التجميل.
وقد تصاحب اضطرابات تشوه الجسم ببعض المشاكل مثل:
- الإكتئاب.
- القلق والتوتر.
- اضطرابات الطعام.
- الفوبيا الاجتماعية.
- الوسواس القهري.
مسببات اضطرابات تشوه الجسم:
إن الخبراء ليسوا متأكدين من سبب إصابة الناس بتلك الاضطرابات، وغالبا ما يتم علاجها بنجاح من خلال تناول العقاقير المؤثرة على مادة السيروتونين في الدماغ، لذا يمكن أن يكون السبب راجعا لوجود خلل في تلك المادة الكيميائية.
كذلك يمكن أن يكون من أسباب هذه الاضطرابات كافة الصفات الموروثة والتجارب السلبية كالمضايقة وسوء المعاملة.
- كيف يتم تشخيصها؟
إن الطبيب أو أخصائي الصحة العقلية سيقوم بطرح عدة أسئلة لمعرفة كيف يشعر الشخص تجاه مظهره، أو أن يطلب
من المريض ملء استمارة تنطوي على بعض الأسئلة المماثلة.
ويقوم الطبيب بتشخيص اضطرابات تشوه الجسم إذا:
- كان الشخص مصابا بمشكلة متصورة حول مظهره.
- كانت تلك الإصابة أدت به إلى محنة حقيقة وجعلت من الصعب عليه أن يعيش حياة طبيعية.
- كان من الأفضل عدم توضيح الإصابة من خلال اضطراب آخر.
- كيف يمكن علاج تلك الإضطرابات؟
دائما ما يعالج الأطباء اضطرابات تشوه الجسم مع مجموعة من مضادات الاكتئاب والعلاج النفسي.
-
مضادات الاكتئاب:
إن مضادات الاكتئاب المستخدمة في علاج اضطرابات تشوه الجسم تسمى بمثبطات امتصاص السيروتونين الاختيارية (SSRIs)، ومن أمثلته sertraline و fluvoxamine و fluoxetine.
يستجيب معظم الأشخاص إلى تلك العلاجات بشكل جيد، وفي بعض الحالات تزول الأعراض تماما بينما تقل في حالات أخرى.
كذلك فإن الجرعات المستخدمة في علاج اضطرابات تشوه الجسم هي أكثر من تلك التي تستخدم في علاج الاكتئاب، وبمجرد الوصول إلى أقصى الجرعات ينبغي الاستمرار لمدة تصل من 12-16 أسبوع.
-
العلاج النفسي:
يستخدم العلاج السلوكي المعرفي في معالجة ذلك الاضطراب، حيث إنه يجمع بين اثنين من استراتيجيات العلاج المختلفة، وهما:
- العلاج المعرفي الذي يساعد الأشخاص في مواجهة الأفكار السلبية، وإبدالها بالأخرى الإيجابية والصحية.
- العلاج السلوكي الذي يساعد في كسر العادات الغير صحية المصاحبة لاضطرابات تشوه الجسم.
فإذا كنت تعرف أحدا مصابا باضطرابات تشوه الجسم، فعليك نصحه بالتوجه فورا إلى الطبيب أو أخصائي الصحة العقلية، فالعلاج يساعد الشخص في اكتساب صورة أفضل عن ذاته والإحساس بمزيد من الارتياح، وبدون العلاج ستمتد تلك المشكلة طوال الحياة.