مخاطر ضغط الدم المرتفع أثناء الحمل
لا يعني ضغط الدم المرتفع أثناء الحمل بالضرورة وجود خطورة، ولكنه يتطلب عناية صحية خاصة سواء تطورت لديك الحالة في الحمل أو بعده، وفيما يلي معلومات تحتاجين إلى معرفتها عن ضغط الدم المرتفع والحمل حتى تعتني بنفسك وبطفلك:
لماذا يشكل ضغط الدم المرتفع مشكلة صحية أثناء الحمل:
يحمل ضغط الدم المرتفع في ثناياه أخطارا عدة منها:
1- قلة تدفق الدم إلى المشيمة:
وهذا يقلل من إمدادات كمية الأوكسجين والمواد الغذائية للطفل، وبالتالي يبطئ نمو الطفل ويزيد من خطورة ولادة طفل دون الوزن الطبيعي.
2- انفصال المشيمة:
في هذه الحال تنفصل المشيمة بشكل مبكر عن الرحم، وانفصال المشيمة يحرم الطفل من الأوكسجين والغذائيات ويسبب نزيفا شديدا للأم.
3- الولادة المبكرة:
أحيانا تلزم الحاجة إلى ولادة مبكرة؛ لمنع مضاعفات تهدد استمرار الحياة.
4- الإصابة بمرض القلب الوعائي:
النساء اللاتي يصبن بما قبل الأكلامبسيا، وهي حال خطيرة تتميز بارتفاع في ضغط الدم وبروتين في البول بعد الأسبوع العشرين للحمل، قد يتعرضن لخطورة الإصابة بمرض القلب الوعائي فيما بعد من حياتها رغم حقيقة أن ضغط الدم يرجع إلى معدله الطبيعي بعد الولادة.
هل لضغط الدم أنواع متعددة في فترة الحمل؟
أحيانا يكون ضغط الدم موجودا قبل فترة الحمل، وفي بعض الحالات الأخرى تتم الإصابة بضغط الدم في فترة الحمل.
ضغط الدم المرتفع المزمن:
إذا تمت الإصابة بضغط الدم المرتفع قبل 20 أسبوعا من الحمل أو استمرت لمدة 12 أسبوعا بعد الولادة، فيسمى في هذه الحال بضغط دم مزمن، وبعض النساء مصابات بضغط دم مرتفع لم يتم تشخيصه قبل حملهن.
ضغط الدم المرتفع المصاحب للحمل:
إذا تمت الإصابة بضغط الدم المرتفع بعد 20 أسبوعا من الحمل، فإنه يسمى ضغط الدم المرتفع المصاحب للحمل، وبعكس ما قبل الأكلامبسيا، فإن النساء في هذه الحالة لا يوجد لهن بروتين في البول، مع ملاحظة أن ضغط الدم المرتفع المصاحب للحمل عادة يذهب بمجرد ولادة المرأة.
ما قبل الأكلامبسيا:
أحيانا ضغط الدم المزمن وضغط الدم المصاحب للحمل يؤديان إلى ما قبل الأكلامبسيا، وهي حال خطيرة تتميز بارتفاع في ضغط الدم وبروتين في البول بعد الأسبوع العشرين للحمل، فإذا تركت هذه الحال من غير علاج، فقد تؤدي في مرحلة ما قبل الأكلامبسيا إلى عواقب صحية وخيمة تصل إلى الموت للأم والجنين.
ماذا يجب معرفته عما قبل الأكلامبسيا؟
إن علامات الإنذار لما قبل الأكلامبسيا تتطور بالتدريج أو تظهر فجأة، وتكون عادة في الأسابيع الأخيرة للحمل،
وهي تشمل الآتي:
- صداع ملازم وتغيرات في الرؤية بما فيها تشوش في الرؤية.
- حساسية للضوء وفقدان للبصر.
- ألم في منطقة البطن العلوية عادة يكون في الجهة اليمني.
- زيادة في الوزن مفاجئة، أكثر من 3,2 كجم في الأسبوع.
- انتفاخ خصوصا في الوجه واليدين عادة تصحب ما قبل الأكلامبسيا.
والانتفاخ لا يعتبر علامة يمكن الاعتماد عليها
edema إلا أنها قد تحدث في الحمل العادي، فإذا تطورت عندك علامات ما قبل الأكلامبسيا، يجب ملاحظة صحتك وصحة جنينك، إضافة إلى أنه في أحيان كثيرة ينصح بالراحة أو الإقامة في المستشفى.
إن العلاج الوحيد لما قبل الأكلامبسيا هو الولادة، وإذا كان الأطباء قلقين على صحتك أو صحة جنينك، فقد يلجأون إلى الولادة المبكرة، إما بتسريع عملية الولادة أو باللجوء للولادة القيصرية.
هل أخذ أدوية ارتفاع ضغط الدم في الحمل غير محفوف بالمخاطر؟
أي دواء يتم أخذه في فترة الحمل يؤثر على الجنين بشكل أو بآخر، ولو أن بعض الأدوية التي تؤخذ لتخفيض ضغط الدم تعتبر آمنة أثناء الحمل، ولكن البعض الآخر مثل مثبطات أنزيم الأنجيوتنسن، ومعوقات مستقبلات الأنجيوتنسن ومثبطات الرنين، يجب تجنبها جميعا في الحمل.
العلاج في الواقع مهم، ولكن خطورة الإصابة بنوبة أو سكتة قلبية أو المضاعفات الأخرى المصاحبة لارتفاع ضغط الدم يكون حدوثها في هذه الحالة محتملا أثناء الحمل، وهي أمور خطيرة فضغط الدم المرتفع خطير بالنسبة للجنين أيضا، ولو كنت بحاجة إلى علاج لخفض ضغط الدم في الحمل، فإن طبيبك سيصف لك أكثر الأدوية أمانا بأنسب جرعة، ويجب التقيد بإرشادات العلاج كما هو موصوف، ولا تتوقفي عن أخذ الأدوية أو تعديل جرعتها من تلقاء نفسك.
ما الذي يجب فعله من أجل التحضير للحمل؟
إذا كنت مصابة بضغط الدم المرتفع، يجب أن تأخذي موعدا مع اختصاصي الرعاية الصحية الذي سيتابع حالتك الصحية طوال فترة الحمل، كما يجب أن تقابلي الأعضاء الآخرين للفريق الصحي مثل طبيب العائلة أو اختصاصي أمراض القلب، حيث سيقيم هؤلاء كيف ستتعاملين مع ضغط الدم المرتفع، وقد يقترحون تدابيرا علاجية عدة قبل بداية الحمل، فلو كان وزنك زائدا قد يقترح عليك اختصاصي الرعاية الصحية أن تفقدي بعض الكيلوجرامات قبل الشروع في الحمل.
ماذا أتوقع من زيارات ما قبل الولادة؟
- في فترة الحمل سترين اختصاصي الرعاية الصحية على الدوام.
- سيتم فحص وزنك وضغط دمك في كل زيارة.
- وقد تحتاجين إلى اختبارات متواصلة للدم والبول.
- سيقوم اختصاصي الرعاية الصحية بمراقبة صحة جنينك.
- سيتم إجراء فحوصات الموجات فوق الصوتية باستمرار لتتبع نمو الطفل ومراحل تطوره خصوصا في الفصل الأخير من الحمل.
- سيتم ترقب معدل ضربات القلب للجنين؛ لتقييم صحته العامة.
ما الذي عليَّ فعله لمنع مضاعفات ضغط الدم المرتفع:
العناية بنفسك هي أفضل طريقة للعناية بطفلك، فعلى سبيل المثال:
1- حافظي على زيارات ما قبل الولادة.
2- قومي بزيارة اختصاصي الرعاية الصحية بانتظام في الحمل.
3- تناولي أدوية خفض الدم المرتفع كما هي موصوفة لك، سيقوم اختصاصي الرعاية الصحية بوصف أكثر الأدوية أمانا لك وأنسب جرعة لها.
4- خذي دائما قسطا وافرا من الراحة.
5- خذي قيلولة يومية إذا كان ذلك بإمكانك.
6- اتبعي نصائح اختصاصي الرعاية الصحية للحركة وإذا ما ظهرت عليك علامات ما قبل الأكلامبسيا، فراحة السرير مهمة جدا.
7- تناولي طعاما صحيا.
8- قللي من تناول الصوديوم في وجباتك، وخذي فيتامينات فترة الحمل.
9- راقبي وزنك، فاكتساب الوزن المناسب والصحي يدعم نمو جنينك وتطوره، ولكن اكتساب الكثير من الوزن يعرض قلبك لضغط إضافي، والذي قد يستمر بعد الولادة.
10- ابتعدي عن المضرات الصحية.
11- تجنبي التدخين، الخمور والأدوية المخدرات، ولو كنت في خطر الإصابة بما قبل الأكلامبسيا، فقد يصف اختصاصي الرعاية الصحية لك أسبرين ذا جرعة صغيرة أثناء حملك؛ حتى يجنبك التعرض لهذه الحال.
فترة المخاض والولادة:
قد يقترح اختصاصي الرعاية الصحية الولادة المبكرة بأسابيع قبل الموعد المحدد؛ لتجنب الوقوع في المضاعفات، ولو كنت مصابة بما قبل الأكلامبسيا أو مضاعفاتها، فقد تكون الولادة أكثر تبكيرا من ذلك.
ولو كانت ما قبل الأكلامبسيا شديدة، فقد تعطى لك أدوية في فترة الولادة لمنع حدوث نوبات تشنج، وقد تلزم الجراحة القيصرية لبعض الحالات.
هل سأتمكن من إرضاع طفلي رضاعة طبيعية؟
الرضاعة الطبيعية يتم تشجيعها لمعظم النساء اللاتي يعانين من ارتفاع في ضغط الدم حتى اللاتي يأخذن أدوية لعلاجه.
ناقشي أية تغييرات في الأدوية التي يجب إجراؤها قبل الولادة، فأحيانا قد يتم استبدال بعض الأدوية من أجل الرضاعة الطبيعية، وحتى لا تؤثر على سلامة الطفل الصحية.