الزهور مخصصة للأكل تغزو أطباق أهم المطاعم حول العالم
لطالما كانت الإكوادور من أكبر مصدري الزهور الكبيرة ذات الألوان الزاهية، التي تبهج حاستي الشم والبصر.
والآن يستكشف زارعوها فكرة جديدة.. أكلها.
فقد بدأت مطاعم في أماكن مختلفة من نيويورك إلى برشلونة تقدم أطباقا مبتكرة تحتوي على بتلات زهور عضوية مزروعة في مزارع، مثل تلك التي يملكها روبرتو نيفادو في المرتفعات بوسط الإكوادور.
ونيفادو في السبعينات من العمر، جاء من إسبانيا ليقيم مزرعة بمنطقة تتمتع بظروف مثالية لزراعة الزهور.
وفي مزرعته التي أطلق عليها اسم «نيفادو إكوادور» هناك ثلاثة ملايين شجيرة، زرعت 100 ألف منها فقط دون استخدام مبيدات حشرية.. فهي مخصصة للأكل.
وبينما كان يتناول الغداء الذي اشتمل على مشهيات وأطباق رئيسية وحلوى تحتوي على بتلات زهور حمراء ووردية وبيضاء، أضفت لمسة بين المرارة والحلاوة على المذاق قال: «نعتقد أن السوق ستنمو».
وأضاف نيفادو وهو يتناول مزيجا من الكريمة والهلام بطعم ثمرة زهرة الآلام، ثم قضم بتلات زهور ليضفي تناقضا منعشا على الطعم الحلو: «هذا جديد ومثير، وهو ما يريده الجميع».
ونيفادو مهندس ميكانيكي في الأساس، وهو مفعم بالطاقة ويعمل واقفا داخل مكتبه حتى حين يستعمل جهاز الكومبيوتر الخاص به أو يتحدث على الهاتف. وقد بدأ يزرع الزهور العضوية قبل أربع سنوات في إطار الاتجاه «صديق البيئة» في هذا القطاع.
وقال إنها نفس أنواع الزهور التي لا تؤكل، لكن يجب أن تكون الأسمدة عضوية، وألا ترش بمواد كيماوية، مما يعني أنها تحتاج إلى رعاية أكبر من تلك التي يحتاجها البشر.
وأضاف أن الكثير من الحشرات التي يمكن أن تضر بالزهور لا تحب الثوم، ومن ثم يرش العمال محلولا من الثوم على الشجيرات العضوية، ويزرعون الثوم حول صوبات الزهور القابلة للأكل.
وعمل نيفادو في تجارة الزهور لفترة طويلة في أوروبا، وقد جاء إلى هنا منذ 12 عاما، بعد أن جذبته مرتفعات الإكوادور، وموقعها على خط الاستواء، والظروف المناخية التي توفر ضوء الشمس الكثيف اللازم لزراعة أفضل الزهور.
وتقع مزارعه على ارتفاع نحو 2800 متر فوق مستوى سطح البحر، ولديه 500 موظف، وهو يشحن 20 مليون زهرة في العام. ولا تمثل البتلات القابلة للأكل سوى جزء صغير جدا من تجارته في الوقت الحالي.
وبدأت مطاعم مثل «بير سي» في نيويورك، و«زازو» في كيتو، و«إل بولي» قرب برشلونة تجربة أطباق وحلوى تستخدم فيها بتلات الأزهار.
وقال البرازيلي دانييل بيلون، مساعد رئيس الطهاة في مطعم «زازو»: «يضطر النادل أحيانا لأن يوضح أننا لم نخرج هذه الزهور من مزهرية، وأنها زرعت خصيصا للأكل».
وبلغ حجم صادرات الإكوادور من الزهور 600 مليون دولار العام الماضي.
وتنمو الصناعة بنسبة 13 في المائة تقريبا سنويا، وتمثل الآن اثنين في المائة من الناتج المحلي الإجمالي.
وتوظف صناعة الزهور نحو 100 ألف شخص بشكل مباشر أو غير مباشر، وهو عدد كبير في دولة لا يتجاوز عدد سكانها 14 مليون نسمة.
ولا تمثل الزهور القابلة للأكل سوى واحد في المائة تقريبا من صادرات الزهور، لكن مزارعين يقولون إن الأمر يتطلب تشجيع السوق مع خروج البلاد من الركود الاقتصادي الذي شهدته عام 2009.
وقال ايجناسيو بيريس، رئيس جمعية «اكسبوفلورز» لزراعة الورود: «كل أنواع الأسواق الجديدة، وحتى الأسواق الصغيرة، مثل هذه، يمكن أن تساعد في ترويج زهور الإكوادور بوجه عام، وأن تفيد في نمو الصناعة».
وقال هو وخبراء آخرون إنهم لم يسمعوا بأي دولة أخرى تصدر هذه الزهور الغنية بالفوائد الغذائية، مثل الكالسيوم وفيتامين ج. وأجازت سلطات الاتحاد الأوروبي ووزارة الزراعة الأميركية استيراد بتلات الأزهار. ويروج نيفادو لفكرة الزهور المأكولة في معارض الأغذية، ويقول إن أحد التحديات يتمثل في إقناع المشترين بأنها آمنة.